الركن اليماني، فلا أزال أمسُّه أبداً، وهذا حذاؤه يا ابن جريج؛ ولا أزال أحتذيه، وهذا تغييره يا ابن جريج؛ ولا أزال أغيره أبداً.
أخرجه مسلم (٢٦/ ١١٨٧)، وأبو عوانة (٩/ ٢٤٣/ ٣٦٩٤)، وابن خزيمة (٤/ ٢٠٥/ ٢٦٩٦) (٤/٣٥٨/ ٢٦٩٦ - ط الميمان)، وغيرهم. [التحفة (٥/ ٢٨٢/ ٧٣١٦)، الإتحاف (٨/ ٥٧٧/ ٩٩٩٠)، المسند المصنف (١٥/ ٩٨/ ٧١٦٩)].
قال مسلم: «ساق الحديث بهذا المعنى؛ إلا في قصة الإهلال، فإنه خالف رواية المقبري، فذكره بمعنى سوى ذكره إياه».
وقال أبو عوانة: «قصة الإهلال مخالفة لقصة سعيد المقبري».
وقال أبو نعيم في المستخرج: «وساق الحديث بهذا المعنى؛ إلا في قصة الإهلال، فإنه خالف رواية المقبري، فذكره بمعنى سوى ذكره إياه».
لكن ابن خزيمة صحح الحديث جرياً على ظاهر السند.
قلت: هو حديث شاذ في قصة الإهلال، كما ذهب إليه مسلم، وأبو عوانة، وأبو نعيم.
والحمل فيه عندي على أبي صخر حميد بن زياد الخراط المدني، فإنه: ليس به بأس، وله أوهام يخالف فيها الثقات بسلوك الجادة [انظر: علل الدارقطني (١٠/ ١٠٣/ ١٨٩٤) و (١٠/ ٣٨٠/ ٢٠٦٦)]، وقد أنكرت عليه أحاديث لم يتابع عليها [راجع ترجمته في فضل الرحيم الودود (١٤/ ٣١٥/ ١٢٨٩)].
فقد روى هذا الحديث بغير هذا السياق [خاصة موضع الشاهد منه]: مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم:
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر، … وموضع الشاهد منه: وأما الإهلال: فإني لم أر رسول الله ﷺ يُهل حتى تنبعث به راحلته. وفي رواية: فإني رأيت رسول الله ﷺ إذا وضع رجله في الغرز واستوت به راحلته أهل. وفي رواية: رأيت رسول الله ﷺ لا يهل حتى تنبعث به راحلته. [راجع تخريجه بطرقه في المجلد الرابع والعشرين من فضل الرحيم الودود، الحديث رقم (١٧٧٢)].
• والحاصل: فإن هذا الحديث لا يصلح دليلاً على أن ابن عمر كان يقطع التلبية عند دخول عُرش مكة.
٢ - حديث ثان لابن عمر:
• رواه إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن نافع، قال: كان ابن عمر ﵄ إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية، ثم يبيت بذي طوى، ثم يصلي به الصبح، ويغتسل، ويحدث أن نبي الله ﷺ كان يفعل ذلك.
أخرجه البخاري (١٥٧٣). [التحفة (٥/ ٣٥١/ ٧٥١٣)، الإتحاف (٩/ ٥٨/ ١٠٤٢٢)، المسند المصنف (١٥/ ٦٨/ ٧١٥٢)] [تقدم ذكره تحت الحديث السابق، وسيأتي تخريجه