للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قلت: هكذا بين ابن خزيمة أن حديث ابن أبي ليلى هذا ليس على شرطه.

وعادة ابن خزيمة أنه لا يحتج بالخبر إذا بدأ بسياق متنه قبل الإسناد، وهنا قد سلك ابن خزيمة هذا المسلك الذي يدل على تضعيفه للحديث؛ إذ ساق المتن قبل الإسناد؛ للدلالة على أنه ليس على شرطه في الصحة.

قال ابن حجر في الإتحاف (٦/ ٤٧٧): «هذا اصطلاح ابن خزيمة في الأحاديث الضعيفة والمعللة؛ يقطع أسانيدها ويعلقها، ثم يوصلها».

وقال أيضاً في الإتحاف (٢/ ٣٦٥): «وقاعدة ابن خزيمة؛ إذا علق الخبر لا يكون على شرطه في الصحة؛ ولو أسنده بعد أن يعلقه».

ومثاله عند ابن خزيمة في صحيحه (١/ ٢٢٨/ ٤٤٥)، بعد أن ساق طريق خالد بن حيان الرقي عن ابن عجلان في النهي عن تشبيك الأصابع في المسجد، وأعله، قال: «وجاء خالد بن حيان الرقي بطامة»، ثم قال: «ولا أحل لأحد أن يروي عني بهذا الخبر إلا على هذه الصيغة؛ فإن هذا إسناد مقلوب، … » [انظر: فضل الرحيم الودود (٦/ ٣٨٦/ ٥٦٢)].

وقال ابن حزم في المحلى (٥/ ١٣٧): «فهذان أثران ضعيفان، في أحدهما: ابن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ، وفي الآخر: الحجاج، وناهيك به؛ وهو أيضاً صحيفة».

وقال البيهقي في الكبرى (٥/ ١٠٥): «أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو: أخبرنا أبو العباس الأصم: أخبرنا الربيع، قال الشافعي: روى ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي لبى في عمرة حتى استلم الركن. ولكنا هبنا روايته؛ لأنا وجدنا حفاظ المكيين يقفونه على ابن عباس».

قال البيهقي: «رفعه خطأ، وكان ابن أبي ليلى هذا: كثير الوهم، وخاصة إذا روى عن عطاء؛ فيخطيء كثيراً، ضعفه أهل النقل مع كبر محله في الفقه.

وقد روي عن المثنى بن الصباح، عن عطاء مرفوعاً، وإسناده أضعف مما ذكرنا» [وقال نحوه في المعرفة (٧/ ٢٦٨)].

وقال في الصغرى (٢/ ١٨٥): «وفي رواية ابن جريج عن عطاء، عن ابن عباس، قال: يلبي المعتمر حتى يفتتح الطواف مستلماً أو غير مستلم. ورفعه: ابن أبي ليلى، عن عطاء، وهو وهم».

• ورواه محمد بن علي المروزي [محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله المروزي: ثقة حافظ. تاريخ بغداد (٤/ ١١٤). الأنساب (١٣/ ٣٩٩). السير (١٤/ ٣١١). تاريخ الإسلام (٧/ ١٠٩)]: حدثنا أحمد بن حفص [أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي النيسابوري: ثقة: حدثنا أبي حفص بن عبد الله بن راشد السلمي النيسابوري، كاتب إبراهيم بن طهمان وراوي حديثه بنسخة عنه: صدوق]: حدثنا إبراهيم بن طهمان عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لم يزل رسول الله يلبي في العمرة حتى استلم الحجر الأسود.

<<  <  ج: ص:  >  >>