ولفظ عمران [عند الطبراني]: عن ابن عباس، أن النبي ﷺ لَبَّى في العمرة حتى استلم الحجر، ولبى في الحج حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٢١٨/ ١٤٥٣٦ - ط الشثري) و (٨/ ٢٢٢/ ١٤٥٥١ - ط الشثري)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (٢/ ٥٠٢/ ٢٥٩٢ و ٢٥٩٣) و (٢/ ٥٠٤/ ٢٥٩٨)، والطبراني في الكبير (١١/ ١٤٩/ ١١٣٢٤)، وأبو الحسن علي بن عمر الحربي في حديثه (٨٥ - رواية ابن المهتدي)، وتمام في فوائده (٧٩٤)، والبيهقي (٥/ ١٠٥). [المسند المصنف (١٢/ ٣١٣/ ٥٩٤٣) و (٢٣/ ٤٦٩/ ١٠٦٢٤)].
قلت: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جداً، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون، وكان يضطرب فيها [انظر: التهذيب (٣/ ٦٢٧). الميزان (٣/ ٦١٣)]، وقد وهم في رفع هذا الحديث.
وابن عباس لم يشهد الإفاضتين، إنما شهد الإفاضة من عرفة، ولم يشهد الإفاضة من جمع، لأنه كان فيمن قدمه النبي ﷺ مع ضعفة أهله من جمع بليل.
هـ قال الترمذي:«حديث ابن عباس: حديث صحيح». [كذا في طبعة دار الغرب، والرسالة (٩١٩)، والتأصيل (٩٣٨ - ط الثانية)، والمكنز (٩٣٠)، والصديق (٩١٩)، والتحفة، وفي طبعة مصطفى البابي (٩١٩): «حسن صحيح»].
قال الترمذي:«والعمل عليه عند أكثر أهل العلم، قالوا: لا يقطع المعتمر التلبية حتى يستلم الحجر. وقال بعضهم: إذا انتهى إلى بيوت مكة قطع التلبية. والعمل على حديث النبي ﷺ. وبه يقول: سفيان، والشافعي، وأحمد، وإسحاق». [وكذا نقله الطوسي في المستخرج].
وقال ابن خزيمة:«قد كنت أرى للمعتمر التلبية حتى يستلم الحجر أول ما يبتدئ الطواف لعمرته؛ لخبر ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس: أن رسول الله ﷺ كان يمسك عن التلبية في العمرة إذا استلم الحجر»، ثم أسنده، وابن خزيمة يستعمل هذه الطريقة فيما لا يحتج به من الأحاديث، ثم قال:«فلما تدبرت خبر عبيد بن حنين؛ كان فيه ما دل على أن النبي ﷺ قد كان يقطع التلبية عند دخول عروش مكة، وخبر عبيد بن حنين: أثبت إسناداً من خبر عطاء؛ لأن ابن أبي ليلى ليس بالحافظ، وإن كان فقيهاً عالماً، فأرى للمحرم كان بحج أو عمرة أو بهما جميعاً قطع التلبية عند دخول عروش مكة، فإن كان معتمراً لم يعد إلى التلبية، وإن كان مفرداً أو قارناً عاد إلى التلبية عند فراغه من السعي بين الصفا والمروة؛ لأن فعل ابن عمر كالدال على أنه رأى النبي ﷺ قطع التلبية في حجته إلى الفراغ من السعي بين الصفا والمروة، حدثناه الربيع بن سليمان: حدثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، قال: قال عطاء بن أبي رباح: كان ابن عمر يدع التلبية إذا دخل الحرم، ويراجعها بعدما يقضي طوافه بين الصفا والمروة».