وقال الحاكم:«هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه».
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار:«هذا حديث صحيح».
قلت: هذا حديث صحيح، قد صححه ابن خزيمة، والحاكم، وابن حجر، وإسناده على شرط الشيخين من لدن مجاهد فمن فوقه، والحارث فمن رجال مسلم.
وقد أخرج الشيخان به أحاديث [انظر: التحفة (٩٣٣٤ - ٩٣٣٩)]، قال مجاهد في بعضها: حدثني عبد الله بن سخبرة أبو معمر، قال: سمعت ابن مسعود، حديث التشهد [أخرجه البخاري (٦٢٦٥)، ومسلم (٥٩/ ٤٠٢)].
٨ - حديث رابع لابن مسعود:
رواه إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: خرجنا مع عبد الله ﵁ إلى مكة، ثم قدمنا جمعاً فصلى الصلاتين كل صلاة وحدها بأذان وإقامة، والعشاء بينهما، ثم صلى الفجر حين طلع الفجر، قائل يقول: طلع الفجر، وقائل يقول: لم يطلع الفجر، ثم قال: إن رسول الله ﷺ قال: «إن هاتين الصلاتين حولتا عن وقتهما في هذا المكان المغرب والعشاء، فلا يقدم الناسُ جَمعاً حتى يُعتموا، وصلاة الفجر هذه الساعة»، ثم وقف حتى أسفر، ثم قال: لو أن أمير المؤمنين أفاض الآن أصاب السُّنَّة، فما أدري: أقوله كان أسرع، أم دفع عثمان ﵁، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر.
أخرجه البخاري (١٦٨٣). [تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٨١٣)].
ورواه محمد بن عمرو بن خالد الحراني قال: حدثني أبي، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو إسحاق، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال: حج عبد الله، فأمرني علقمة أن ألزمه، فلزمته، فكنت معه، فكان يعجل الظهر ويؤخّر العصر، ويعجل المغرب ويؤخر العشاء، ويُسفر بصلاة الغداة، فكنت معه حتى أتينا عرفات، فأتينا الموقف، فوقف وأنا إلى جانبه، فلما توارت الشمس بالحجاب، قال عبد الله: لو أن أمير المؤمنين - وهو عثمان - أفاض الآن! قال: فلم يكن كلامه حتى أفاض، فكان عبد الله يسير على هيئته والناس يزحفون، وكان عبد الله يلبي بعد ما أفاض من عرفة، فسمعه رجل فقال: من هذا الذي يلبي في هذا المكان؟ فقال عبد الله: لبيك عدد التراب لبيك، قال عبد الرحمن: لم أسمعه قالها قبل ولا بعد، فأتينا المزدلفة حين الأذان بالعتمة أو قريباً من ذلك، فأمر رجلاً فأذن فأقام، ثم صلى المغرب، وصلى بعده ركعتين، ثم دعا بعشائه فتعشى، ثم أمر فأذن فأقام، ثم صلى العشاء الآخرة، فلما كان حين طلع الفجر، قال: أقم، فقلت: يا أبا عبد الرحمن! إن هذه لساعة ما رأيتك صليت فيها قط، فقال: إن رسول الله ﷺ كان لا يصلي هذه الساعة إلا هذه الصلاة في هذا المكان من هذا اليوم.
قال عبد الله: هما صلاتان تحولان عن وقتهما: صلاة المغرب بعد ما يأتي المزدلفة، وصلاة الغداة حين يبزغ الفجر، وقال: رأيت رسول الله ﷺ يفعل ذلك.