لا أسمع الناس يلبون؟ قلت: يخافون معاوية، فخرج ابن العباس من فسطاطه، فقال: لبيك اللهم لبيك، وإن رغم أنف معاوية، اللهم العنهم، فقد تركوا السنة من بغض علي ﵁. قلت: شذ علي بن سعيد بهذه الزيادة: «وإن رغم أنف معاوية، اللهم العنهم»؛ فلا تثبت.
أخرجه النسائي في المجتبى (٥/ ٢٥٣/ ٣٠٠٦)، وفي الكبرى (٤/ ١٥١/ ٣٩٧٩)، وابن خزيمة (٤/ ٢٦٠/ ٢٨٣٠)، والحاكم (١/ ٤٦٤)(٢/ ٥٥٦/ ١٧٢٠ - ط المنهاج القويم)(٢/ ٤٠٥/ ١٧٢٤ - ط الميمان)[وقع في كل طبعات الكتاب وفقا للأصول: علي بن مسهر بدل: علي بن صالح، وهو وهم فيما يظهر]، والبيهقي (٥/ ١١٣)(١٠/ ٥٩/ ٩٥٢١ - ط هجر)، والضياء في المختارة (١٠/ ٣٧٨/ ٤٠٣). [التحفة (٤/ ٣٧٨/ ٥٦٣٠)، الإتحاف (٧/ ٧٣٧٩/ ٨١)، المسند المصنف (١٢/ ٢٣٨/ ٥٨٦٨)].
قال ابن خزيمة:«أخبار النبي ﷺ أنه لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة؛ بيان أنه كان يلبي بعرفات».
وقال الحاكم:«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه».
وقال ابن مفلح في الفروع (٥/ ٣٩٥): «رواه النسائي بإسناد جيد، وفيه خالد بن مخلد: ثقة، لكنه شيعي، له مناكير».
قلت: إسناده حسن غريب، خالد بن مخلد القطواني: ليس به بأس، يؤخذ عنه حديثه عن أهل المدينة، وله أحاديث مناكير، ولم يعد ابن عدي هذا الحديث فيما أنكره على خالد [الكامل (٤/ ٣٠٧ - ط الرشد). التهذيب (١/ ٥٣١)(٤/١٢ - ط دار البر). الميزان (١/ ٦٤٠)]، وقد احتج به النسائي، وصححه ابن خزيمة، والحاكم، وقد توبع على هذا الحديث:
* فقد رواه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت [ثقة فقيه جليل، روايته عن سعيد بن جبير في الصحيحين]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ذكر له أن معاوية نهى عن التلبية، فجاء حتى أخذ بعمودي الفسطاط، ثم لبي، ثم قال: علم أن علياً كان يلبي في هذا اليوم، فأحب أن يخالفه.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٥٠٠/ ١٥٧٥٥ - ط الشثري).
قلت: وهذا حديث صحيح، وحبيب بن أبي ثابت: ثقة فقيه جليل، لكن قد وقع له بعض الأوهام، وقد تقدم معنا لحبيب بن أبي ثابت من الأوهام: حديث القبلة وحديث المستحاضة، واللذان لم يسمعهما حبيب من عروة بن الزبير، بل وأخطأ فيهما أيضاً على عروة [راجع حديث القبلة في فضل الرحيم الودود (٢/ ١٨٠/ ٣٢٠)، وحديث المستحاضة في فضل الرحيم الودود (٣/ ٣٧١/ ٢٩٨)]، وحديثه عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خيرٌ لَهُنَّ»، وهو حديث شاذ [راجع: فضل الرحيم الودود (٦/ ٤٠٣/ ٥٦٧)]، وحديثه عن طاووس عن ابن عباس في صلاة الكسوف، وهو