فقد روى هذا الحديث بغير هذا السياق [خاصة موضع الشاهد منه]: مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم:
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر، … وموضع الشاهد منه: وأما الإهلال: فإني لم أر رسول الله ﷺ يهل حتى تنبعث به راحلته. وفي رواية: فإني رأيت رسول الله ﷺ إذا وضع رجله في الغرز واستوت به راحلته أهل. وفي رواية: رأيت رسول الله ﷺ لا يهل حتى تنبعث به راحلته. [راجع تخريجه بطرقه في المجلد الرابع والعشرين من فضل الرحيم الودود، الحديث رقم (١٧٧٢)].
• وخلاصة ما تقدم: أن ابن عمر قد نقل إقرار النبي ﷺ لمن كان يكبر، أو يلبي؛ عند الغدو من منى إلى عرفة، لكن ابن عمر اختار ترك التلبية إذا غدا من منى إلى عرفة ثم لا يعود إلى التلبية إلى أن يقضي حجه، والله أعلم.
وأما قطع التلبية عند دخول مكة، فإنما كان لأجل النزول والمبيت، ثم يعود إليه بعد ذلك، وكذلك قطع التلبية لأجل الطواف والسعي، ثم يعود إلى التلبية بعد فراغه منهما.
وغاية ما يؤخذ من هذا: أن هذا اجتهاد من ابن عمر في ترك التلبية عند الغدو من منى إلى عرفة، وقد خفيت عليه السنة في ذلك: فيما ثبت من وجوه صحاح كثيرة عن الفضل بن العباس، وكان ردف النبي ﷺ من جمع، قال: لم يزل النبي ﷺ يلبي حتى رمى جمرة العقبة [راجع الحديث السابق برقم (١٨١٥)]، وكما ثبت أيضا: من حديث أسامة بن زيد، وابن مسعود، وعلي بن أبي طالب، والله أعلم.
وفي الباب أيضا في توقيت قطع التلبية، أو في التلبية يوم عرفة:
١ - حديث ابن عباس:
وله عنه طرق: الأول: طريق سعيد بن جبير:
• رواه أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، وعلي بن سعيد النسوي، وعلي بن مسلم بن سعيد الطوسي، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة [وهم ثقات]:
حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا علي بن صالح [هو: ابن حي الكوفي: ثقة عابد، من السابعة]، عن ميسرة بن حبيب [النهدي الكوفي: ثقة، من السابعة]، عن المنهال بن عمرو [الأسدي الكوفي: صدوق، من الخامسة، وروايته عن سعيد بن جبير عند البخاري]، عن سعيد بن جبير، قال: كنت مع ابن عباس بعرفات، فقال: ما لي لا أسمع الناس يلبون؟ قلت: يخافون من معاوية، فخرج ابن عباس من فسطاطه، فقال: لبيك اللهم لبيك، [لبيك]، فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي. لفظ أحمد بن عثمان [عند النسائي]، وعلي بن مسلم عند ابن خزيمة، وعلي بن مسلم، وأحمد بن حازم [مقرونين عند الحاكم].
ولفظ علي بن سعيد [عند البيهقي]: كنا عند ابن عباس بعرفة، فقال: يا سعيد ما لي