أبي عروبة إلا من هذا الوجه، وسعيد بن أبي عروبة: ثقة ثبت، إلا أنه لم يكن من أصحاب أيوب المكثرين عنه، وقد تفرد به عن ابن أبي عروبة: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وهو: ثقة، سمع من ابن أبي عروبة قبل اختلاطه، وهو من أروى الناس عنه، روى له الشيخان من روايته عن ابن أبي عروبة، ثم لم يشتهر عن عبد الأعلى، ولا عن أبي زرعة الرازي.
ب - ورواه الحارث بن أبي أسامة التميمي: ثنا عاصم بن علي [الواسطي: صدوق، تكلم فيه ابن معين]: حدثنا ليث بن سعد: حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر ﵄؛ أنه قال: إن رجلاً قام في المسجد، فقال: من أين تأمرنا يا رسول الله أن نهل؟ فقال رسول الله ﷺ:«يُهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ويُهِلُّ أهل الشام من الجحفة، ويُهل أهل نجد من قرن»، قال: ويزعمون أن رسول الله ﷺ قال: «يُهِلُّ أهل اليمن من يلملم». وكان عبد الله ﵁ يقول: لم أفقه هذه من رسول الله ﷺ.
وكان عبد الله بن عمر إذا جاء ذا الحليفة حاجاً أو معتمراً مكث بها ما بدا له، فإذا أراد أن يركب دخل المسجد فصلى فيه، فقدمت راحلته بفناء المسجد، فإذا خرج ركبها، فإذا استوت به قائمة أهل، ثم انطلق يهل، يقول:«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك». وكان عبد الله يقول: هذه تلبية رسول الله ﷺ، وكان يزيد من عنده في أثر تلبية رسول الله ﷺ: لبيك لبيك وسعديك، والخير في يديك، لبيك والرغباء إليك والعمل. يهل كذلك.
وإذا دخل أدنى الحرم ترك الإهلال حتى يطوف بالبيت وبين الصفا والمروة، حتى إذا قضى طوافه بالبيت وبين الصفا والمروة، فإن كانت عمرة فقد قضاها، وإن كانت حجة أهل بعد أن يطوف بين الصفا والمروة، فكان كثيراً ما يقول عند الصفا والمروة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
فما مكث بعد أن يفرغ من طوافه كله أهل حتى يروح من مكة إلى منى، فيُهل عشية تلك الليلة التي يمكث بمنى، وحتى يصبح بمنى، وكان إذا استطاع صلى الظهر يوم التروية بمنى، وإذا ركب غادياً من منى إلى عرفة ترك الإهلال حتى يقضي حجه، وأخذ في تكبير الله وتهليله وتحميده وتسبيحه.
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في المسند (٣/ ٢٢٠/ ١٦١٥)، ومن طريقه: أبو موسى المديني في اللطائف (٣٩٨). [تقدم تخريج طرف المواقيت منه تحت الحديث (١٧٣٧)، في المجلد الثالث والعشرين من الفضل، وأخرج منه البخاري (١٣٣) طرف المواقيت، عن قتيبة بن سعيد، عن الليث به].
قال أبو موسى:«هذا حديث حسن السياق، أخرج البخاري منه ذكر الإهلال في الصحيح عن قتيبة، عن الليث».
قلت: وموضع الشاهد هنا: موقوف على ابن عمر؛ أنه كان إذا ركب غادياً من منى