كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٢٨ - باب متى يقطع التلبية؟ - ج: 27 - ص: 217

فوائده «الغيلانيات» (٤٣٥)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٦٨/ ٦٧٢)، وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (٥/٥٠/٣٦٧٣)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٥/ ٢٦٣). [التحفة (٧/ ٥٠٥/ ١١٠٥٤)، الإتحاف (١٢/ ٦٧٢/ ١٦٢٨٢)، المسند المصنف (٢٣/ ٤٦٨/ ١٠٦٢٢)].

وهذا حديث صحيح.

• تنبيه: وقعت رواية ابن أبي عمر العدني مقرونة عند الفاكهي برواية عمر بن حفص الشيباني، ولم يميز الفاكهي بين روايتيهما، بل قال: «يزيد أحدهما على صاحبه»؛ ولذا فلا ينبغي أن تنسب الزيادة التي تفرد بها عمر بن حفص الشيباني، ولم تُعرف إلا به؛ لا ينبغي أن تنسب إلى ابن أبي عمر العدني.

• خالفهم جميعاً: عمر بن حفص الشيباني، قال: حدثنا حفص بن غياث، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن ابن عباس، عن أخيه الفضل، قال: أفضت مع النبي ﷺ من عرفات، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة، يكبر مع كل حصاة، ثم قطع التلبية مع آخر حصاة.

أخرجه ابن خزيمة (٤/ ٢٨٢/ ٢٨٨٧) (٤/ ٤٧٩/ ٢٨٨٧ - ط الميمان) (٣/ ٤١٣/ ٢٩٦٧ - ط التأصيل)، والفاكهي في أخبار مكة (٤/ ٢٨٥/ ٢٦٣٣)، والبيهقي (٥/ ١٣٧) (١٠/ ١٤٢/ ٩٦٨٧ - ط هجر). [الإتحاف (١٢/ ٦٧٢/ ١٦٢٨٢)، المسند المصنف (٢٣/ ٤٦٨/ ١٠٦٢٢)].

قلت: وهذا حديث منكر بهذه الزيادة في آخره: «ثم قطع التلبية مع آخر حصاة».

وعمر بن حفص بن صبيح الشيباني: روى عنه جمع من المصنفين والحفاظ، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (٩/ ٦٦٧ - ط دار البر)]، وأخطأ ابن خزيمة فاعتمد زيادته هذه واحتج بها، وقد روى الحديث بدونها جمع من كبار الحفاظ المتقنين والثقات الضابطين، مثل: أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن سعيد بن سليمان ابن الأصبهاني، وأبي كريب محمد بن العلاء، وهارون بن إسحاق، وداود بن رشيد، ومحمد بن أبي عمر العدني، وأبي الشعثاء علي بن الحسن بن سليمان الحضرمي، ويوسف بن المنازل، والوليد بن عبد الملك بن مُسَرَّح الحراني، وغيرهم.

وذلك فضلاً عن شهرة هذا الحديث عن ابن عباس عن الفضل، لاسيما عن عطاء بن أبي رباح، ولم يتابع عمر بن حفص أحد على هذه الزيادة.

وفضلاً عن نكارة هذه الزيادة من جهة الصناعة الحديثية؛ فإن معنى الحديث يأباها، فإن الحاج في يوم النحر لا يرمي سوى جمرة واحدة، وهي جمرة العقبة، ومن ثم فإنه لا يوجد فاصل زماني ولا مكاني بين الجمار لكي يملأه الحاج بالتلبية، كذلك فإن النبي ﷺ كان يرمي الجمرة بسبع حصيات متتابعة يكبر في إثر كل حصاة، فليس هناك محل للذكر بين كل حصاة والتي تليها من الحصيات السبع سوى أن يكبر بينها، فأين هو محل التلبية؟