همام، عن قتادة، عن عزرة، عن الشعبي؛ أن الفضل بن عباس حدثه، وأن أسامة بن زيد حدثه؛ أن النبي ﷺ كان يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
هل سمع الشعبي منهما؟
فقال: لا يحتمل، وينبغي أن يكون بينهما رجل آخر، ولكن كذا حدث به همام، فلا أدري ما هذا الأمر؟!».
وقال ابن أبي حاتم في العلل (٣/ ٢٢٩ و ٣٣٠/ ٨٢١ و ٨٢٢): «وسألت أبي عن حديث: رواه أبو داود الطيالسي، عن همام، عن قتادة، عن عزرة، عن الشعبي؛ قال: أخبرني أسامة بن زيد؛ أنه أفاض من عرفة مع رسول الله ﷺ، فلم ترفع راحلته يداً غادية، حتى أتى المزدلفة؟
وسألت أبي عن حديث: رواه أبو داود، عن همام، عن قتادة، عن عزرة، عن الحسن العرني، عن الفضل بن عباس؛ أنه كان رديف النبي ﷺ إلى المزدلفة، ولم ترفع راحلته [يداً] غادية، حتى رمى الجمرة؟
قال أبي: هذان الحديثان خطأ؛ الشعبي لم يسمع من أسامة شيئاً فيما أعلم».
وقال ابن أبي حاتم في المراسيل (٥٩٠): «سألت أبي، عن حديثين رواهما همام، عن قتادة، عن عزرة، عن الشعبي، أن أسامة بن زيد حدثه؛ أنه كان ردف النبي ﷺ عشية عرفة، هل أدرك الشعبي أسامة؟ قال: لا يمكن أن يكون الشعبي سمع من أسامة هذا، ولا أدرك الشعبي الفضل بن العباس».
وقال في موضع آخر (٥٩٥): «ذكره أبي، عن إسحاق بن منصور، قلت ليحيى: قال الشعبي: أن الفضل حدثه، وأن أسامة حدثه؟ قال: لا شيء، وقال أحمد وعلي: لا شيء».
وقال أبو نعيم: «هذا حديث غريب من حديث الشعبي، تفرد به: قتادة عن عزرة، وعزرة هو ابن تميم البصري، تفرد بالرواية عنه قتادة».
قلت: سبق تحرير القول في ذلك، راجع المجلد السادس والعشرين، تحت الحديث رقم (١٨١١)، ومما قلت هناك:
إنما هو: عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي، وممن ذهب إلى ذلك: ابن المديني، والبخاري، وأبو حاتم، والبزار، والجورقاني، وغيرهم.
والحاصل: فإن عزرة الذي روى عنه قتادة جملة من الأحاديث، وروى هو عن: سعيد بن جبير، والشعبي، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، والحسن العرني، وغيرهم، وروى له مسلم، وقد روى عنه أيضاً جماعة من الثقات، فهو: عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي الكوفي، وهو ثقة، وثقه ابن معين، وابن المديني، والعجلي، وابن حبان [معرفة الثقات (١٢٣٢). التهذيب (٩/ ٩١ - ط دار البر)].
وأما عامر بن شراحيل الشعبي فقد اختلفوا في وفاته ما بين سنة ثلاث إلى: عشر