ورواه عفان بن مسلم، وأبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، وهدبة بن خالد، وعاصم بن علي الواسطي [وهم ثقات]:
حدثنا همام: حدثنا قتادة، عن عزرة، عن الشعبي، عن الفضل بن عباس، قال: كنت ردف رسول الله ﷺ من جمع، فلم ترفع راحلته رجلها غادية حتى أتى جمعاً. لفظ هدبة [عند أبي يعلى]، وقوله: حتى أتى جمعاً؛ وهم ظاهر، والصواب: حتى رمى جمرة العقبة.
ولفظ هدبة وعاصم [مقرونين عند الطبراني]: عن الفضل بن عباس؛ أنه كان رديف رسول الله ﷺ من جمع حتى رمى جمرة العقبة، فلم ترفع راحلته رجلها عادية حتى رمى جمرة العقبة. وقوله: عادية؛ أشبه بالصواب من العدو، يعني: أنه شنق لناقته القصواء حتى لا تسرع السير.
ولفظ ابن المقرئ [عند البيهقي]: عن الشعبي، قال: وحدثني الفضل بن عباس، أنه كان رديف رسول الله ﷺ من جمع، فلم ترفع راحلته رجليها عادية حتى رمى الجمرة. [وقد صرح الشعبي بالسماع من الفضل أيضاً في رواية عفان عند البيهقي].
أخرجه أبو يعلى (١٢/ ٨٨/ ٦٧٢١)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار [عزاه إليه: السيوطي في الجامع الكبير (٢١/ ٨٠٤)، ولم يسق إسناده إلى الفضل، ويغلب على الظن أنه بهذا الإسناد؛ لتشابه اللفظ]، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٩٧/ ٧٦٤)[وبمتنه تحريف]، والبيهقي (٥/ ١٢٧)(١٠/ ١٠٦/ ٩٦٠٨ - ط هجر). [المسند المصنف (٢٣/ ٤٧٥/ ١٠٦٢٨)]
* وممن وهم في متن هذا الحديث على همام:
• معاذ بن هشام [الدستوائي: صدوق]، قال: أخبرنا همام، عن قتادة، عن عزرة، عن الشعبي، قال: أخبرني أسامة بن زيد؛ أنه كان رديف رسول الله ﷺ من جمع فما رفعت يديها عادية حتى رمي الجمرة.
أخرجه البزار (٧/٦٥/ ٢٦١٣).
قلت: وهم فيه معاذ بن هشام، والصواب مع الجماعة، إنما ارتدف النبي ﷺ أسامة بن زيد حين أفاض من عرفة حتى أتى جمعاً، ثم ارتدف الفضل بن العباس من جمع حتى أتى الجمرة فرماها.
وقد كان معاذ بن هشام: يغلط في الشيء بعد الشيء مع صدقه، وقد قال فيه ابن معين مرة: ليس بذاك القوي [انظر: التهذيب (٤/ ١٠٢)(١٣/ ٥٣ - ط دار البر)، وغيره]، وقد تقدم له معنا في الفضل أوهام على أبيه لا تحتمل خالف فيها ثقات أصحاب أبيه [انظر: فضل الرحيم الودود (٦/ ٢٧٠/ ٥٤٩) و (٨/٣٤/٧٠٣) و (٨/٣٨/٧٠٤) و (٨/ ٧٤٥/ ٢٧١) و (١٢/ ٣٣٩/ ١١٧٧) و (١٥/ ٣٠٧/ ١٣٤٥) و (١٦/ ١٠٧/ ١٣٧٢) و (١٧/ ٥٢١/ ١٤٥٣)] [وانظر فيما يحتمل من أفراده: فضل الرحيم الودود (١٢/١٩/١١٠٨)].