من جمع إلى منى رسول الله ﷺ يلبي حتى رمى الجمرة يوم النحر. لفظ غندر [عند
أحمد].
ولفظ عبد الوهاب [عند البزار، والطبراني]: عن الفضل بن عباس، قال: كنت رديف النبي ﷺ يوم النحر من جمع، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
أخرجه أحمد (١/ ٢١٣)، والبزار (٦/ ٩٦/ ٢١٥٠)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٧٩/ ٧١٥). [المسند المصنف (٢٣/ ٤٧٤/ ١٠٦٢٧)].
ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى [راوي كتاب المناسك، وهو: ثقة، سمع من ابن أبي عروبة قبل اختلاطه، وهو من أروى الناس عنه، روى له الشيخان من روايته عن ابن أبي عروبة، وشعيب بن إسحاق ثقة، سمع من ابن أبي عروبة في الصحة والاختلاط. راجع: فضل الرحيم الودود (١٠/ ٤٥٦/ ٩٩٦)]:
حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن كثير بن شنظير، عن عطاء؛ أن عبد الله بن عباس حدثهم؛ أن الفضل كان رديف رسول الله ﷺ من جمع، فكان يلبي حتى رمى الجمرة يوم النحر. لفظ عبد الأعلى، وبنحوه رواه شعيب [عند ابن عدي].
أخرجه ابن عدي في الكامل (٧/ ٢٠٩)(٨/ ٦٧٥/ ١٤٢٦٨ - ط. الرشد)، وهو في المناسك لابن أبي عروبة (٦٦).
قلت: وهذا أشبه بالصواب من حديث ابن أبي عروبة، حيث رواه عنه عبد الأعلى، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط، وهو أثبت من روى عنه هذا الحديث.
قال البزار:«وهذا الحديث لا نعلم رواه عن كثير بن شنظير، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل؛ إلا سعيد بن أبي عروبة».
وقال ابن عدي (٨/ ٦٧٧ - ط الرشد): «ولكثير بن شنظير من الحديث غير ما ذكرت، وليس بالكثير، وليس في حديثه شيء من المنكر، وأحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة».
قلت: كثير بن شنظير ليس به بأس، أخرج له البخاري حديثين مما توبع عليه، وأخرج مسلم أحدهما [انظر: فضل الرحيم الودود (١٣/ ١٦٩/ ١٢٢٧). صيانة الصحيح عن القدح والتجريح (٦٤)]، قال أحمد وابن معين:«صالح»، وقال البزار:«ليس به بأس»، ولينه النسائي وأبو زرعة الرازي، ومشاه جماعة، وضعفه ابن حزم، وهو مقل وله أوهام؛ لذا قال ابن حبان: كان كثير الخطأ على قلة روايته ممن يروي عن المشاهير أشياء مناكير، حتى خرج عن حد الاحتجاج إلا فيما وافق الأثبات [التهذيب (١١/ ١٢٢ - ط دار البر). المجروحين (٢/ ٢٢٣)(٣/٤٤ - ط الرسالة)].
قلت: وقد وهم كثير في هذا الحديث حيث جعله من مسند ابن عباس، وموضع الشاهد في التلبية حتى يرمي جمرة العقبة: إنما سمعه ابن عباس من أخيه الفضل، والله أعلم.