هكذا رواه عن عبد الملك ثلاثة من الثقات، فجعلوا السياق كله من مسند الفضل بن عباس.
• ورواه سفيان بن حبيب [ثقة]، عن عبد الملك بن جريج، وعبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس، أنه كان رديف النبي ﷺ فلم يزل يلبي حتى رمى الجمرة.
أخرجه النسائي في المجتبى (٥/ ٢٦٨/ ٣٠٥٥)، وفي الكبرى (٤/ ١٧٧/ ٤٠٤٧). [التحفة (٧/ ٥٠٣/ ١١٠٥٠)، المسند المصنف (٢٣/ ٤٦٢/ ١٠٦١٧)].
قلت: هكذا اختلف الثقات على عبد الملك بن أبي سليمان، والأشبه عندي أن الوهم إنما هو من عبد الملك نفسه، فكان مرة يميز كلام أسامة بن زيد، من كلام ابن عباس، من كلام الفضل، ومرة يجعله كله لابن عباس، ومرة يجعله كله للفضل، والأول هو الصواب، وهو الذي انتقاه مسلم وأخرجه في صحيحه.
وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي: ثقة، له أوهام، من أصحاب عطاء بن أبي رباح، إلا أنه يهم عليه في الشيء بعد الشيء، قال يحيى بن معين:«كان عبد الملك بن أبي سليمان فيه شيء، مقطع يوصله، وموصل يقطعه»، وقال أبو داود:«قلت لأحمد بن حنبل: عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: ثقة. قلت: يخطئ؟ قال: نعم، وكان من أحفظ أهل الكوفة، إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء» [العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٢١٩/ ٤٩٤٩). سؤالات أبي داود (٣٥٨). الضعفاء الكبير (٣/٣٢). الميزان (٢/ ٦٥٦). التهذيب (٢/ ٦١٣)].
هـ قال أبو نعيم:«وممن روى هذا الحديث عن عطاء في رمي الجمار والتلبية على هذين اللفظين: عامر الأحول، وجابر الجعفي، ويعقوب بن عطاء، وابن جريج، وقيس بن سعد، وخصيف، وقتادة، وحبيب بن أبي ثابت، ومطر الوراق، وأسامة بن زيد، ورباح بن أبي معروف، ويزيد بن إبراهيم، وكثير بن شنظير، وابن أبي ليلى، والأوزاعي.
وروى عن ابن عباس، عن الفضل في التلبية ورمي الجمار غير عطاء: مجاهد، وسعيد بن جبير، وعلي بن الحسين، وكريب، وعكرمة، وشعبة مولاه، وأبو معبد، وعطاء بن يسار، ويوسف بن ماهك. ورواه أبو الطفيل، والشعبي، عن الفضل نفسه، من دون عبد الله».
٢ - ورواه عبد الوهاب بن عطاء [الخفاف: صدوق، سمع من ابن أبي عروبة في حال الصحة والاختلاط، ولم يميز بينهما]، ومحمد بن جعفر [غندر: ثقة، ممن سمع من ابن أبي عروبة بعد الاختلاط]:
حدثنا سعيد بن أبي عروبة: حدثنا كثير بن شنظير، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس؛ أنه كان ردف النبي ﷺ يوم النحر، وكانت جارية خلف أبيها، فجعلت أنظر إليها، فجعل رسول الله ﷺ يصرف وجهي عنها، فلم يزل