قلت: لكن علة هذا الحديث في الانقطاع؛ فإن أبا يزيد لم يسمع من أبي هريرة.
قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ١٢٩): «قال علي بن المديني: أبو يزيد المدني: لم يسمع من جابر، ولكنه رأى ابن عمر، ولم يسمع من أبي هريرة».
فهو حديث ضعيف؛ لانقطاعه.
وإنما يعرف هذا المعنى من حديث عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وجابر؛ مرفوعا بألفاظ مختلفة، وموضع الشاهد منه في المباهاة بأهل عرفة: «انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا»، وحديث ابن عمرو وأبي هريرة: إسنادهما جيد، وليس فيها هذه الزيادة في العج والثج.
والحاصل: فإن هذا الحديث في العج والثج: روي من حديث أبي بكر الصديق، وجابر بن عبد الله، وابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود، وأبي هريرة؛ ولا يثبت من ذلك شيء.
١٣ - مرسل يحيى بن أبي كثير:
يرويه: الهيثم بن خارجة [بغدادي، ثقة]: أخبرنا يحيى بن حمزة [دمشقي، ثقة]، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير؛ أن جبريل أتى النبي ﷺ فقال: «ارفع صوتك بالإهلال؛ فإنه شعار الحج».
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٢/ ١٧٧).
وهذا مرسل بإسناد جيد، وأبو عمرو الأوزاعي: ثقة إمام جليل، لكنه كان لا يقيم حديث يحيى بن أبي كثير ولم يكن عنده فيه كتاب، ضاع كتابه عن يحيى، فكان يحدث به من حفظه، ويهم فيه [شرح علل الترمذي (٢٦٩)].
بعض الآثار الواردة في الباب:
١ - عن عمر بن الخطاب:
يرويه: عبد الله بن إدريس [ثقة ثبت]، عن حزام بن هشام [حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي: لا بأس به. الجرح والتعديل (٣/ ٢٩٨). الثقات (٦/ ٢٤٧). تاريخ الإسلام (٤/ ٨٣١)]، عن أبيه [هشام بن حبيش الخزاعي: قال البخاري: «سمع عمر»، وقال ابن حبان: «له صحبة». التاريخ الكبير (٨/ ١٩٢). الجرح والتعديل (٩/ ٥٣). الثقات (٣/ ٤٣٣) و (٥/ ٥٠٣)]؛ أن عمر كان يلبي على الصفا والمروة، ويشتد صوته، ويعرف صوته بالليل، ولا يرى وجهه.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٩٤/ ١٥٧٣١ - ط الشثري).
وهذا موقوف على عمر بن الخطاب بإسناد لا بأس به.
٢ - طاووس بن كيسان:
يرويه: عبد الرحمن بن مهدي [ثقة حجة إمام]، عن زمعة بن صالح [ضعيف]، عن ابن طاووس، قال: قلت له: هل كان أبوك يرفع صوته بالتلبية؟ قال: بين ذلك.
