• وقد دخل له حديث في حديث؛ فإن هذا الطرف هو حديث آخر يرويه:
عبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، ووهيب بن خالد [وهم ثقات]، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني [ليس به بأس]، وغيرهم:
عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد، عن النبي ﷺ قال: «إن أهل الجنة ليتراءون [أهل] الغرف في الجنة، كما تتراءون الكوكب [الدُّرِّيَّ] في السماء».
أخرجه البخاري (٦٥٥٥)، ومسلم (١٠/ ٢٨٣٠)، والدارمي (٢٨٨٨ - ط المكنز) (٣٠٣٩ - ط البشائر)، وابن حبان (٧٣٩٢)، وأحمد (٥/ ٣٤٠)، وأبو يعلى (٧٥٢٨)، وغيرهم. [التحفة (٧٢٦ و ٤٧٧٤ و ٤٧٨٨). الإتحاف (٦٢١٢). المسند المصنف (١٠/ ٤٧٩٤/ ١٥٥)] [وسيأتي تخريجه في موضعه من الفضل إن شاء الله تعالى، عند الحديث رقم (٣٩٨٧)].
هـ وموضع الشاهد لإيراد هذا الحديث في رفع الصوت بالتلبية، وإن كان سبب وروده متعلقاً بفضل التلبية هو كون أجر الملبي سوف يزداد ويكثر كلما لبى معه من حجر وشجر ومدر إلى مدى انقطاع صوته من الأرض، فدل على الحض على رفع الصوت بالتلبية، والله أعلم.
• وحديث سهل بن سعد هذا في فضل التلبية يشهد له في أصل معناه:
ما رواه شعبة، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «المؤذن يُغفَرُ له مَدَى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاة يُكتب له خمس وعشرون صلاةً، ويُكَفِّرُ عنه ما بينهما».
وهو حديث صحيح، تقدم تخريجه برقم (٥١٥)، في فضل الرحيم الودود (٦/ ٧٩/ ٥١٥)، وانظر شواهده هناك.
فإن قيل: ألا يشهد له ما رواه:
إسماعيل بن علية، وعبد الله بن نافع الصائغ، وعبد الله بن وهب، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ويحيى بن يعلى التيمي الكوفي [وهم ثقات]، وبكر بن بكار [ضعيف]: عن محمد بن أبي حميد الأنصاري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ﷺ: «الحجاج والعمار وفد الله، إن دعوا أجيبوا، وإن سألوا أعطوا، وإن أنفقوا أخلف لهم، ما أهل مُهل، ولا كبر على شرف من الأشراف إلا أهل بتهليله، وكبر بتكبيره [من حجر أو مدر أو شجر] إلى منقطع التراب».
وفي رواية: «الحجاج وفد الله، إن سألوا أعطوا، وإن دعوا أجيبوا، وإن أنفقوا أخلف لهم، فوالذي نفس أبي القاسم بيده، ما كبر مكبر على شرف، ولا أهل مُهِلَّ على شرف من الأشراف إلا أهل ما بين يديه وكبر، حتى ينقطع به منقطع التراب».
أخرجه بكر بن بكار في جزئه (٢٨)، والفاكهي في أخبار مكة (٨٩٨)، وابن عدي في الكامل (٧/ ٤١٤)، وتمام في فوائده (١٥٩٥)، والبيهقي في الشعب (٦/ ٥٣٩/ ٣٨٠٩)،