قال البخاري:«جعفر بن تمام بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي: عن أبيه، عن عباس»، ثم أسند له حديثين هذا الثاني منهما.
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٢/ ٤٧٥): «جعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب: روى عن أبيه. روى عنه: أبو حازم المديني، وابن أبي ذئب، وأبو علي الصيقل. سمعت أبي يقول ذلك.
سئل أبو زرعة عن جعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب، فقال: مديني ثقة». وذكره ابن حبان في الثقات (٦/ ١٣٢) بنفس النسبة، وترجم له ابن سعد في الطبقات (٧/ ٣١٠ - ط الخانجي)، وذكره نسبه وولده، ثم قال:«وقد انقرض ولد جعفر بن تمام بن عباس فلم يبق منهم أحد، وقد روي عن جعفر بن تمام الحديث» [وانظر: الإكمال للحسيني (١٠٣). التعجيل (١٣٤). الثقات لابن قطلوبغا (٣/ ١٧١)]، وأما من وقع له في الرواية: جعفر بن عياش؛ فلم يهتد إليه [انظر: المختارة (٩/ ٥٢٦/ ٥٠٩). الإكمال للحسيني (١٠٤). التعجيل (١٣٥). مجمع الزوائد (٣/ ٥٠٨/ ٥٣٧٢)].
وجعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب: معروف النسب في كتب الأنساب، وله رواية في المصنفات، مثل مسند أحمد والبزار وأبي يعلى وغيرها، لكنه ليس بالمكثر، وقد وثقه أبو زرعة الرازي.
وبناء على هذا فإن رجال هذا الإسناد كلهم ثقات؛ عدا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار المدني، وهو: صدوق يخطئ، والأكثر على تضعيفه، وقد مشاه بعضهم، وله مناكير [انظر منها على سبيل المثال: فضل الرحيم الودود (٧/ ٦٣٩/ ٢٣٤) و (٧/ ٦٤٠/ ٢٣٩) و (١٣/ ١٥٩/ ١٢٢٦) و (١٩/ ٢٦٦/ ١٥٦٦)] [وانظر: الترجمة رقم (١٨)، من كتابي: صيانة الصحيح عن القدح والتجريح] [وقد أخرج له البخاري اثني عشر حديثاً مما توبع عليه أو كان له شواهد تدل على حفظه وضبطه للحديث، وأن البخاري قد انتقى له من حديثه ما أصاب فيه].
وهذا الحديث قد ثبت معناه من حديث السائب بن خلاد؛ أن رسول الله ﷺ قال:«أتاني جبريل ﵇ فأمرني أن آمر أصحابي - أو: من معي - أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية» أو: «بالإهلال»، يريد أحدهما. وهو حديث الباب.
فدل ذلك على أن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار قد حفظ الحديث وضبطه، وهو مكثر من الرواية عن أبي حازم، تحتمل روايته في أهل المدينة، كما أن جعفر بن تمام عن ابن عباس: ليست جادة مسلوكة، فلا يضبطها إلا حافظ، فهو حديث صحيح، والله أعلم.
٣ - حديث آخر عن ابن عباس:
• يرويه محمد بن عمار بن عطية الرازي: حدثنا عبد الله بن الحسن: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه «سعيد بن أبي سعيد المقبري: ثقة»، عن ابن عباس؛ أن النبي ﷺ سُئل: أي الحج أفضل؟ فقال:«العج والثج».