مكة (١/ ٤٠٨/ ٨٧٩)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (١٠٥٢) [وبسنده تحريف].
قال الزيلعي في نصب الراية (٣/٣٥): «وإسحاق هذا متفق على تضعيفه أيضاً، فلا يحتج بحديث ابن عياش عن الحجازيين، وإسحاق مدني، والله أعلم».
قال ابن حجر في التلخيص الحبير (٢/ ٤٥٨): «وإسناده خطأ، وراويه متروك؛ وهو إسحاق بن أبي فروة».
قلت: هذا حديث منكر؛ إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المدني: متروك، منكر الحديث، ذاهب الحديث، واتهم، والراوي عنه: إسماعيل بن عياش، وروايته عن الحجازيين ضعيفة، وهذه منها.
والمعروف في هذا عن ابن المنكدر في حديث: «العجُّ والثجُّ»:
هو ما رواه ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبي بكر الصديق؛ أن النبي ﷺ سئل: أي الحج أفضل؟ قال: «العجُّ والثجُّ».
• ورواه أبو كريب [محمد بن العلاء: ثقة حافظ]: ثنا عبد الرحيم [عبد الرحيم بن سليمان الكناني: ثقة حافظ]، عن أبي أيوب الأفريقي، عن سُمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ﵁:
وعن إسحاق بن عبد الله، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله ﵄، يقول: قال رسول الله ﷺ: «ليس لحج مبرور ثواب عند الله إلا الجنة».
أخرجه ابن الفاخر في موجبات الجنة (٨٣).
قلت: إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المدني: متروك، منكر الحديث، ذاهب الحديث، واتهم؛ فلا يثبت من حديث جابر.
وأبو أيوب الأفريقي عبد الله بن علي الأزرق: ليس بالقوي، لين الحديث [راجع ترجمته مفصلة في فضل الرحيم الودود (٣/ ٣٨٣/ ٣٠٠)]، وهو حديث محفوظ: عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ﵁، مرفوعاً.
• ورواه عمرو بن أبي سلمة [التنيسي الدمشقي: صدوق؛ إذا روى عن غير زهير بن محمد التميمي]، قال: حدثنا صدقة بن عبد الله الدمشقي، عن ابن جريج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «الحج المبرور ليس لصاحبه عند الله ثواب إلا الجنة»، قيل: يا رسول الله وما بره؟ قال: «الثج والعج، فإن لم يكن؛ فطيب الكلام، وإطعام الطعام».
أخرجه أبو القاسم ابن نصر الشيباني في فوائده (٦٥).
قلت: وهذا حديث منكر من حديث ابن جريج، تفرد به عنه دون بقية أصحابه الثقات