للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وتعقبه الزيلعي أيضاً في نصب الراية (٣/٣٤)، بنحو ما قال ابن الملقن، وزاد: «وأظن أن الذي أوقع الذهبي في ذلك كون المزي في كتابه لم يذكر راوياً عنه غير ابن المنكدر، وكثيراً ما وقع له مثل ذلك في كتبه، والله أعلم».

وقال ابن مفلح في الفروع (٥/ ٣٩١) بعد سياق كلام الترمذي: «ومن رواه على غير ذلك فقد أخطأ عند أحمد والبخاري والترمذي. وقال أحمد وابن معين في رواية مهنا: أصل الحديث معروف، ويختلفون في إسناده».

وقال ابن كثير في إرشاد الفقيه (١/ ٣١٨): «رواه الترمذي، وابن ماجه، وفي إسناده انقطاع، وذلك أن محمد بن المنكدر يرويه عن عبد الرحمن بن يربوع عن أبي بكر، قال الترمذي: ولم يسمع محمد من عبد الرحمن.

ورواه الطبراني عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبيه، عن أبي بكر، فاتصل الحديث»؛ قلت: سبق بيان غرابة هذا الوجه، وأن المحفوظ عن ابن أبي فديك بدون ذكر سعيد في الإسناد، وقد خطّأ من قال ذلك: أحمد، والبخاري، والترمذي، والدارقطني.

وقال ابن حجر في ترجمة عبد الرحمن بن يربوع المخزومي من التهذيب (٨/ ٥٨ - ط دار البر): «وقال البزار في مسنده: عبد الرحمن بن يربوع أدرك الجاهلية، وذكره يحيى بن أبي كثير في المؤلفة قلوبهم، حكاه أبو موسى في ذيل الصحابة بإسناده عن يحيى، وأما أبو القاسم البغوي فقال: بلغني أنه وُلد على عهد النبي ، وقال الذهبي في الميزان: ما روى عنه سوى ابن المنكدر، وأخطأ في هذا الحصر، وكأنه تلقاه من هذه الترجمة، وقلّد في ذلك شيخه المزي، وقد قال البزار: عبد الرحمن هذا معروف، قد روى عنه عطاء بن يسار وابن المنكدر وغيرهما، وساق رواية عطاء عنه»، وتوسع في بيان كونه من المؤلفة في الإصابة (٦/ ٥٧٣/ ٥٢٣٨)، وأن البغوي والباوردي قد أخرجا هذا الحديث عن أبي بكر في ترجمته، ثم اعترض ابن حجر على ذلك بما ذهب إليه الدارقطني من كلام أهل النسب، فقال: «ولا مدخل لعبد الرحمن بن يربوع هذا في هذه الترجمة؛ فقد ذكر الدارقطني أن الصواب عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، عن أبيه»، عن أبي بكر الصديق، وأن من قال: سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه؛ فقد قلبه. وكذا قال أحمد والبخاري والترمذي في تخطئة من قال: سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، إلى أن قال: «وعلى تقدير أن يكون محفوظاً: فهذا الراوي عن أبي بكر الصديق غير المذكور في المؤلفة، والله أعلم»، ثم عقد في الإصابة ترجمة أخرى، فقال (٦/ ٥٧٦/ ٥٢٣٩): «عبد الرحمن بن يربوع المخزومي: ذكر في الذي قبله؛ إن وضح أنه غير المذكور في المؤلفة، فقد صرح البزار بأنه أدرك الجاهلية، ومن كان كذلك، وروى عن أبي بكر الصديق، وهو من قريش؛ فهو على شرطنا في الصحابة، كما تقرر غير مرة»، وهذا التقرير يخالف ما ذهب إليه في التقريب (٣٨٨٠) حيث جعله تابعياً ثقة من الطبقة الثالثة، وقد ذهب في الإصابة إلى القول بصحبته [وانظر:

<<  <  ج: ص:  >  >>