حدثنا محمد بن أبي شملة المدني، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، عن جبير بن الحويرث [وقع في رواية يعقوب عند الخطيب: جبلة بن الحويرث، وهو وهم من تلميذه: عُبيد بن محمد الوراق، وقد نبه عليه ابن حجر في الإصابة (٢/ ٢٧٦)]، عن أبي بكر، قال: قيل: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال:«العج والثج».
أخرجه ابن شاهين [عزاه إليه: ابن حجر في ترجمة محمد بن أبي شملة من التهذيب (١١/ ٣٣٢ - ط دار البر)]، والبيهقي في الشعب (١١/٤٩/٦٩٤٤)، والخطيب في الموضح (١/٢٧ - ٢٩)(١/١٨ و ١٩ - ت المعلمي)، وعلقه الدارقطني في العلل (١/ ٢٨٠/ ٧١)(١/ ٧١/ ٧٨ - ط الريان).
قلت: محمد بن أبي شملة هذا، هو محمد بن عمر الواقدي، لكن فرق بينهما البخاري، وتبعه على ذلك: أبو حاتم، وابن حبان، وترجموا له بهذا الإسناد: يروي عن المنكدر، وعنه: يعقوب بن محمد الزهري [التاريخ الكبير (١/ ١١٥). الجرح والتعديل (٧/ ٢٨٦). الثقات (٩/ ٥٦)].
وقد أوضح ذلك الخطيب، حيث قال في الموضح (١/١٨): «الوهم الخامس: قال البخاري في آخر باب الشين من آباء المحمدين محمد بن أبي شملة: عن منكدر بن محمد، سمع منه يعقوب بن محمد. ثم قال في باب العين منهم: محمد بن عمر الواقدي، مديني قاضي بغداد، عن معمر ومالك، متروك الحديث مات سنة سبع ومائتين أو بعدها بقليل.
ومحمد بن أبي شملة هو: محمد بن عمر أبو عبد الله الواقدي، ليس بغيره، وكان له أخ يسمى شملة، فكنى يعقوب والد الواقدي به، ونسبه إليه في الرواية عنه، تدليساً له»، ثم أسند هذا الحديث وغيره في التدليل على صحة ما ذهب إليه، وذكر من قال ذلك.
وممن جزم بذلك أيضاً: الدارقطني في الأفراد، وابن حجر في التهذيب (١١/ ٦٣٢ - ط دار البر) [انظر: أطراف الغرائب والأفراد (٢/ ٤٠٤/ ٥٩٢١)، وقال عن حديث آخر:«غريب من حديث موسى عنها، تفرد به إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، ولم يروه غير محمد بن أبي شملة، وهو الواقدي، تفرد به يعقوب بن محمد الزهري عنه»] [وقال ابن حجر: هكذا ترجم البخاري، وهو محمد بن عمر الواقدي، وذكر كلام الخطيب].
وقال ابن حجر في اللسان (٧/ ١٩٨): «محمد بن أبي شملة: عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، وعنه: يعقوب بن محمد الزهري بخبر منكر.
فرق البخاري بينه وبين الواقدي، ورد ذلك عليه جماعة، وأوضحوا أنه هو الواقدي، وأن يعقوب بن محمد دلسه، وكنى أباه بابن له كان يقال له: شملة».
وأما جبير بن الحويرث؛ فقد ذهب ابن حجر في الإصابة (٢/ ٢٧٦/ ١٢٧٢) إلى أنه له رؤية ورواية عن أبي بكر الصديق، بينما ذهب ببحثه في التعجيل (١٢٦) إلى أن مثله يكون صحابياً، وهذا بعض كلامه:«هو قرشي، اختلف في صحبته»، ثم قال: «ومن يكون