قال أبو عيسى: سألت عنه البخاري، فقال: هو عندي مرسل، محمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع، قلت: فمن ذكر فيه سعيداً؟ قال: هو خطأ؛ ليس فيه: عن سعيد، قلت له: إن ضرار بن صرد وغيره رووا عن ابن أبي فديك هذا الحديث، وقالوا: عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، قال: ليس بشيء.
قال الشيخ: وكذا قاله أحمد بن حنبل فيما بلغنا عنه».
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (٥/ ٢٢٩): «وأما زيادة سعيد فقال الإمام أحمد وغيره: إنها خطأ. ونقل الدارقطني عن أهل النسب أن سعيداً والد عبد الرحمن لا ابنه. وقد وافق دحيماً: رزق الله بن موسى في زيادة سعيد».
وقال المزي في التحفة (٦٦٠٨/٢٠/٥): «رواه هارون بن عبد الله، عن ابن أبي فديك، كما قال أبو نعيم الطحان».
د - ورواه هارون بن عبد الله أبو موسى [الحمال: ثقة]: حدثنا ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، قال: سئل رسول الله ﷺ: أي العمل أفضل؟ قال: «العج والثج».
أخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٤/ ١٧٤/ ٢٧٢١) [وبمتنه تحريف] (٦/ ٥٧٤ - الإصابة).
قال أبو القاسم البغوي: «عبد الرحمن بن يربوع: سكن المدينة بلغني أنه ولد على عهد رسول الله ﷺ، وروى عن أبي بكر الصديق ﵁».
وقال ابن حجر في الإصابة (٦/ ٥٧٤): «وأخرج البغوي والباوردي في ترجمة هذا من طريق: محمد بن المنكدر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، رفعه: «أفضل الحج: العج والثج». اهـ.
وقال مغلطاي في إكمال التهذيب (٥/ ٣٢٤): «(ت) سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع: روى عن أبيه، وروى عنه: محمد بن المنكدر، قال الصريفيني: خرج الترمذي حديثه في جامعه غير محتج به، لم ينبه عليه المزي» [كذا قال].
قلت: كل هذه أوهام، والمحفوظ في هذا:
ما رواه إسحاق بن منصور الكوسج، وأبو كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن رافع النيسابوري، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة [وهم ثقات حفاظ]، ويحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي [مدني، ثقة يغرب]، وإبراهيم بن المنذر الحزامي [مدني، صدوق]، وإبراهيم بن حمزة [ليس به بأس]، وغيرهم:
حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك [مدني، صدوق، مكثر عن الضحاك]، عن الضحاك بن عثمان [صدوق، يهم كثيراً، لينه بعضهم]، وقال ابن عبد البر: «كان كثير الخطأ، ليس بحجة». التهذيب (٢/ ٢٢٣). الميزان (٢/ ٣٢٤). إكمال مغلطاي (٧/٢٠).