«أرى حديثه لا يشبه حديث أهل الصدق»، وقال أيضاً: «إن ما يرويه لا يتابعه الناس عليه»، وقال في موضع ثالث: «رأيت أحاديث غير محفوظة عمن يروى عنهم»، وقال الخطيب: «لم يكن يوثق في علمه» [المجروحين (٢/ ٣٠٧). الكامل (٣/ ٤٥٥) و (٧/ ٥٣٦) و (٩/ ٩٢). تاريخ بغداد (٢/٣٥). الأنساب (١١/ ٢٣٢). ضعفاء ابن الجوزي (٢٨٨١). المنتظم (١١/ ٣٢٧). السير (١١/ ٤٤٩). الميزان (٣/ ٤٧٥). اللسان (٦/ ٥٤٧)].
ج - ورواه أبو نعيم ضرار بن صرد الكوفي الطحان [ضعيف، تركه البخاري والنسائي، وكذبه ابن معين. التهذيب (٢/ ٢٢٧). الميزان (٢/ ٣٢٧)]، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم [ثقة حافظ، وهو غريب من حديثه]:
حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق ﵁، قال: سئل رسول الله ﷺ: أي الحج أفضل؟ قال: «العج والثج».
أخرجه الطحاوي في شرح المشكل (١٤/ ٤٩٩/ ٥٧٨٩)، والطبراني [عزاه إليه: الضياء في السنن والأحكام (٤/٣٨/٣٩٤٩)، وقد أخرجه من طريقه في المختارة]، والبيهقي (٥/ ٤٢)، والضياء في المختارة (١/ ٦٥/ ١٥٣)، وابن حجر في نتائج الأفكار (٥/ ٢٢٨).
قلت: هو غريب من حديث دحيم؛ فقد تفرد به عنه ابنه إبراهيم بن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، وهو من أولاد المحدثين النقاد، الذين لم يجرحوا، وإنما اشتهر الحديث بهذه الزيادة من حديث ضرار بن صرد.
قلت: وهذا وهم، والصواب رواية الجماعة عن ابن أبي فديك، بدون ذكر سعيد في الإسناد، قال أحمد بن حنبل: «من قال في هذا الحديث عن محمد بن المنكدر، عن ابن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبيه؛ فقد أخطأ»، وقال البخاري: «هو خطأ، لا شيء».
وقال الترمذي: «وروى أبو نعيم الطحان ضرار بن صرد هذا الحديث، عن ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبيه، عن أبي بكر، عن النبي ﷺ، وأخطأ فيه ضرار.
سمعت أحمد بن الحسن يقول: قال أحمد بن حنبل: من قال في هذا الحديث: عن محمد بن المنكدر، عن ابن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبيه؛ فقد أخطأ.
وسمعت محمداً يقول - وذكرت له حديث ضرار بن صرد عن ابن أبي فديك - فقال: هو خطأ، فقلت: قد رواه غيره عن ابن أبي فديك أيضاً مثل روايته! فقال: لا شيء، إنما رووه عن ابن أبي فديك، ولم يذكروا فيه عن سعيد بن عبد الرحمن. ورأيته يضعف ضرار بن صرد.
والعج: هو رفع الصوت بالتلبية، والثج: هو نحر البدن».
وقال البيهقي: «وكذلك رواه محمد بن عمرو السواق البلخي [قلت: وهو صدوق]، عن ابن أبي فديك.
