والعج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: نحر البدن».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قال أبو عبيد: العج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: نحر البدن، ليثج الدم من المنحر».
وقال الدارقطني في الأفراد (١/٣٩/٢٩): «تفرد به: محمد بن إسماعيل بن أبي
فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن».
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (٥/ ٢٢٩): «قال الترمذي: ابن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع. قلت: وقد خفيت هذه العلة على الحاكم فاستدركه».
ثم قال: «وقال الترمذي في آخر الكلام عليه: العج: رفع الصوت بالتلبية. ووقع هذا التفسير مرفوعاً من حديث ابن مسعود، أخرجه أبو يعلى بسند جيد في المتابعات».
هكذا رواه جماعة الثقات عن ابن أبي فديك، وهو المحفوظ عنه، وقد وهم عليه جماعة:
أ - فرواه رزق الله بن موسى، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، قال: حدثنا الضحاك بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، أو عن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبي بكر، عن النبي ﷺ أنه سئل: ما بر الحج؟ قال: «العج والثج».
أخرجه البزار (١/ ١٤٤/ ٧٢).
قلت: وهم فيه: رزق الله بن موسى؛ قال فيه النسائي: «صالح»، ووثقه ابن شاهين والخطيب، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال مسلمة: «روى عن يحيى بن سعيد وبقية أحاديث منكرة، وهو صالح لا بأس به»، وقال العقيلي في حديث له وهم في رفعه عن يحيى القطان: «ولم يتابع على رفعه، وقال الذهبي: وقد وهم فرفع حديثاً يرويه عن يحيى القطان، ولأجله قال العقيلي في حديثه وهم» [التهذيب (١/ ٦٠٥) (٤/ ٣٤٢ - ط
دار البر). الميزان (٢/٤٨)].
ب - ورواه محمد بن إسحاق البلخي، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثنا الضحاك بن عثمان الحزامي، عن محمد بن المنكدر، عن ابن عمر، عن أبي بكر الصديق ﵁، قال: سئل رسول الله ﷺ: ما أفضل الحج؟ قال: «العج والثج». أخرجه أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر (٢٥).
قلت: هو حديث باطل بهذا الإسناد، آفته محمد بن إسحاق بن حرب أبو عبد الله اللؤلؤي السهمي مولاهم من أهل بلخ، ويعرف بابن أبي يعقوب، قال صالح بن محمد جزرة: «كان يضع للكلام إسناداً، وكان كذاباً، يروي أحاديث من ذات نفسه مناكير»، وقال ابن حبان: «يروي عن ابن عيينة وأهل العراق المقلوبات، ويأتي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات؛ كأنه كان المتعمد لها، لا يكتب حديثه إلا للاعتبار»، وقال ابن عدي: