حديث: إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: خرجنا مع عبد الله ﵁ إلى مكة، … الحديث، ويأتي تخريجه بعد قليل.
فإن قيل: قد روي مرفوعاً من وجه آخر عن ابن مسعود:
رواه أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن أحمد المري [محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إسماعيل بن منصور بن معاوية بن عفيف أبو جعفر المري المقرئ: ليس بالمشهور، لم أقف فيه على جرح أو تعديل، وترجم له ابن عساكر بهذا الحديث. تاريخ دمشق (٥٤/ ٧٣)]، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: حدثني أبي، عن أبيه [يحيى بن حمزة الدمشقي: ثقة]: حدثني الأوزاعي، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله: أن النبي ﷺ علمه التلبية: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٤/ ٧٣).
قلت: هذا حديث باطل؛ لا يُعرف من حديث الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود؛ محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي: روى عن أبيه وجادة، وقال ابن حبان في الثقات:«ثقة في نفسه، يتقى حديثه ما روى عنه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأخوه عبيد؛ فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء» [الثقات (٩/ ٧٤). تاريخ الإسلام (١٧/ ٣٤٩). اللسان (٧/ ٥٧٦)].
والحمل فيه على: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي، وهو: ضعيف، كان يروي المناكير والأباطيل، حدَّث عن أبيه عن جده عن مشايخ ثقات بأحاديث بواطيل لا يحتملونها، وكان يقبل التلقين، وقال أبو حاتم:«سمعت أحمد يقول: لم أسمع من أبي شيئاً» [الثقات (٩/ ٧٤). مسند أبي عوانة (٥/ ١٣٨/ ٨١٣٧). فتح الباب (٤٤٧١). تاريخ دمشق (٥/ ٤٦٦). تاريخ الإسلام (٢١/ ٨٣). اللسان (١/ ٦٥٠)].
• وإنما يُعرف هذا من حديث: أبي خالد الأحمر، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: كان عبد الله يعلمنا هذه التلبية: … فذكره موقوفاً، وتقدم.
وأما تلبية ابن مسعود: لبيك عدد التراب لبيك:
• فقد رواها: أحمد بن خالد الوهبي [حمصي، صدوق، ليس بالمكثر] عن إسرائيل: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: خرجت مع ابن مسعود إلى مكة فلم يزل يلبي، فسمعه أعرابي عشية عرفة، فقال: من هذا الذي يلبي في هذا المكان؟ فسمعت ابن مسعود يلبي يقول: لبيك عدد التراب لبيك، ما سمعته قالها قبلها ولا بعدها.
ثم قدمنا جمعاً فصلى بنا الصلاتين كل صلاة وحدها بأذان وإقامة والعشاء بينهما، ثم صلى الفجر حين طلع الفجر، وقال: إن رسول الله ﷺ قال: «إن هاتين الصلاتين تحولان