السماع من أبي إسحاق، لكن يبدو أنه وهم عليه في رفعه، وأما زهير بن معاوية، فهو: ثقة ثبت، من أصحاب أبي إسحاق المكثرين عنه، لكن سماعه من أبي إسحاق كان بعد التغير، قال الذهبي: «لين روايته عن أبي إسحاق: من قِبَل أبي إسحاق، لا من قبله»، وأكثر روايته عنه مستقيمة، لكن يبدو أن أبا إسحاق وهم في رفعه حين حدث به زهيراً.
وقد رواه سفيان الثوري [ثقة ثبت، إمام حجة من أثبت أصحاب أبي إسحاق، وأقدمهم منه سماعاً]، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق [ثقة، من أثبت الناس في جده أبي إسحاق، قدمه بعضهم على الثوري وشعبة في أبي إسحاق، حتى إن شعبة قدمه على نفسه]، وأبو الأحوص [سلام بن سليم: ثقة متقن، من أصحاب أبي إسحاق المكثرين عنه]، وغيرهم:
عن أبي إسحاق، عن الضحاك، عن ابن عباس موقوفاً، ولم يرفعوه.
علق رواياتهم ابن أبي حاتم في العلل (٣/ ٢٥٥/ ٨٤٢).
قال ابن أبي حاتم في العلل (٣/ ٢٥٥/ ٨٤٢): «سألت أبي عن حديث رواه شريك، وزهير، عن أبي إسحاق، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ: أنه كان يلبي: لبيك اللهم لبيك؟
قال أبي: رواه سفيان، وأبو الأحوص، وإسرائيل، وغيرهم، ولم يرفعوه.
قلت لأبي: أيهما أصح؟
قال أبي: سفيان وإسرائيل أتقن، وزهير متقن، غير أنه تأخر سماعه من أبي إسحاق».
وقال الدارقطني: «تفرد به: أبو إسحاق السبيعي عن الضحاك».
قلت: الصحيح وقفه على ابن عباس، وإسناده منقطع؛ الضحاك بن مزاحم: لم يسمع من ابن عباس، ولم يره [المراسيل لابن أبي حاتم (٣٣٨ - ٣٤٣ و ٣٤٦). الجرح والتعديل (١/ ١٣١) و (٤/ ٤٥٨). الضعفاء الكبير للعقيلي (٢/ ٢١٨)].
د - عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس:
يرويه: أبو يعقوب يوسف: ثنا أبو سهل صالح، عن محمد بن مروان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: «إذا اكتسب الرجل مالاً حراماً ثم حج به، فقال: لبيك اللهم لبيك، قال له الرب ﵎: لا لبيك ولا سعديك، لا أقبل منك ولا أتوب عليك، زادك خبيث ونفقتك خبيثة ترجع وأنت غير مغفور لك، وإذا اكتسب مالاً حلالاً، فقال: لبيك اللهم لبيك، قال الله ﵎: لبيك وسعديك، أقبل منك وأتوب عليك، زادك طيب وراحلتك طيبة - أو قال: نفقتك طيبة - ترجع وأنت مغفور لك».
أخرجه أبو يعقوب محمد بن إسحاق الكاتب في المناهي وعقوبات المعاصي (١١٨)