للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ورواه أبو حذيفة موسى بن مسعود [صدوق، مكثر عن عكرمة، حسن الرواية عنه]: ثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل سماك الحنفي، عن ابن عباس، قال: إن المشركين كانوا يطوفون بالبيت يقولون: لبيك لا شريك لك لبيك، فيقول النبي : «قد قد»، فيقولون: لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك، ويقولون: غفرانك، غفرانك، فأنزل الله: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: ٣٣].

فقال ابن عباس: كان فيهم أمانان: نبي الله والاستغفار، قال: فذهب النبي وبقي الاستغفار، ﴿وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ﴾ [الأنفال: ٣٤]، قال: فهذا عذاب الآخرة، قال: وذاك عذاب الدنيا.

أخرجه ابن جرير الطبري في التفسير (١١/ ١٥٠)، وابن أبي حاتم في التفسير (٥/ ١٦٩١/ ٩٠١٧)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٢٧٢/ ٢٧٠٨)، والبيهقي (٥/٤٥) (٩/ ٤٣٥/ ٩١١٠ - ط هجر).

قلت: هذه الزيادة التي انفرد بها أبو حذيفة النهدي، إنما هي من تفسير ابن عباس، قوله غير مرفوع، وهي مروية بإسناد لا بأس به.

ومثل هذا مما يحتمل تفرد أبي حذيفة النهدي به عن عكرمة، والله أعلم.

ب - سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

رواه محمود بن الفرج الأصبهاني [أبو حامد محمود بن أحمد بن الفرج: ثقة مأمون. طبقات المحدثين (٣/ ٣٩٩). تاريخ أصبهان (٢/ ٢٨٨). الأنساب (٦/ ٢٧٠). تاريخ الإسلام (٦/ ١٠٥٥)]: ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا حماد بن شعيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ، قال: كان يلبي أهل الشرك: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك؛ إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك. فأنزل الله ﷿: ﴿هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ﴾ [الروم: ٢٨].

أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/٢٠/١٢٣٤٨)، وفي الأوسط (٨/٤٥/٧٩١٠)، وابن مردويه [عزاه إليه: السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٤٩٢)].

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن حبيب إلا حماد بن شعيب».

قلت: هذا حديث منكر؛ لا يُعرف من حديث سعيد بن جبير، ولا من حديث حبيب بن أبي ثابت؛ إلا من طريق حماد بن شعيب الحماني الكوفي، وقد ضعفوه، وقال البخاري: «فيه نظر» [اللسان (٣/ ٢٧٠) والراوي عنه: إسماعيل بن عمرو البجلي: ضعيف، صاحب غرائب ومناكير [اللسان (١/ ١٥٥)].

• وروى الحسن بن الصباح [البزار: صدوق]، والفضل بن سهل [الأعرج: ثقة]،

<<  <  ج: ص:  >  >>