ويشبه أن يكون الوهم دخل على شعبة من ذكر الأعمش خيثمة في حديثه، والله أعلم».
قلت: لا يُستدرك على البخاري بمثل هذا، فالبخاري قد أسند الوجه الصحيح المحفوظ، ثم إنه أراد أن يبيّن مخالفة شعبة لأصحاب الأعمش، مشيراً بذلك إلى وهمه عليه، وهناك لطيفة خفية لإيراد حديث شعبة هذا مع غلطه في ذكر خيثمة في إسناده، وهي إثبات سماع أبي عطية من عائشة، فإن شعبة كان حريصاً على إثبات السماع الوارد في الأسانيد، ولم يثبت هذا السماع إلا شعبة، فلزم إيراده والتنبيه عليه، والله أعلم.
قال ابن حجر في هدى الساري (٣٥٨) بعد إيراد كلام الدارقطني: «وهو تحقيق حسن، ومقتضاه صحة ما اختاره البخاري واعتمده من رواية الأعمش، على أن البخاري لم يهمل حكاية الخلاف، بل حكاها عقب حديث الثوري، والله أعلم».
وقد أشار ابن حجر إلى استفادة البخاري من طريق شعبة بإثبات السماع، حين قال في الفتح (٣/ ٤١١): «وأفادت هذه الطريق بيان سماع أبي عطية له من عائشة، والله أعلم».
قلت: هكذا جزم بغلط شعبة في هذا الإسناد: أبو حاتم وأبو زرعة، والدارقطني؛ فليعلم بذلك خطأ ابن حجر حين جوز الوجهين عن الأعمش؛ رواية الجماعة وفيهم الثوري وأبو معاوية، وما انفرد به شعبة عن الأعمش، قال ابن حجر في الفتح (٣/ ٤١١): والطريقان جميعاً محفوظان، وهو محمول على أن للأعمش فيه شيخين، ورجح أبو حاتم في العلل رواية الثوري ومن تبعه على رواية شعبة، فقال:«إنها وهم»، وقال في الإتحاف (١٧/٦٥٦/ ٢٢٩٨٧): «ولعل للأعمش فيه شيخين».
• طريق مجاهد، عن عائشة:
د - وروى أحمد بن أيوب الضبي، عن أبي حمزة السكري [محمد بن ميمون المروزي: ثقة]، عن جابر، عن مجاهد، عن عائشة قالت: ما سمعت رسول الله ﷺ يذكر حجاً ولا عمرةً غير هؤلاء الكلمات: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك».
قال مجاهد: وقال فيها عمر بن الخطاب: «والملك، لا شريك لك».
أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (٢/ ٤١٨/ ٢٣٢١).
قال ابن حجر في المطالب (٧/ ٦٤/ ١٢٧٠): «قلت: هو في الصحيح من حديث عائشة بالزيادة دون قولها: يذكر حجاً ولا عمرة».
قلت: لا يثبت هذا عن مجاهد، تفرد به عنه: جابر بن يزيد الجعفي، وهو: متروك، يكذب، كان يؤمن بالرجعة.
وأبو حمزة السكري محمد بن ميمون المروزي: ثقة، قال عنه أحمد في رواية ابن هانئ: «كان قد ذهب بصره، وكان ابن شقيق قد كتب عنه وهو بصير، قال: وابن شقيق