للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• قال الدارقطني في التتبع: (٢١٣): «قال أبو العباس بن سعيد: تابع شعبة: يحيى القطان، عن خيثمة».

قلت: كذا قال، وأبو العباس ابن عقدة، أحمد بن محمد بن سعيد، الحافظ المكثر: شيعي، اختلف الناس فيه، ضعفه غير واحد بسبب كثرة الغرائب والمناكير في حديثه، وقد كذب الدارقطني من اتهمه بالوضع، وقال: «إنما بلاؤه من هذه الوجادات»، وقال ابن عبد الهادي: «ابن عقدة لا يتعمد وضع متن، لكنه يجمع الغرائب والمناكير، وكثير الرواية عن المجاهيل» [انظر: سؤالات البرقاني (١٥). سنن الدارقطني (٢/ ٢٦٤) وقال: «ضعيف». تاريخ بغداد (٥/١٤). السير (١٥/ ٣٤٠). الكشف الحثيث (٧٨). اللسان (١/ ٢٨٧). وغيرها].

قلت: كيف يُعتمد على نقل من يكثر الرواية عن المجاهيل الذين لا يعرفون إلا من طريقه، ومن تكثر المناكير والأباطيل والغرائب في حديثه، وإنما يُعرف هذا الحديث عن يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، عن الأعمش، وإنما تفرد بهذا الوجه عن الأعمش: شعبة وحده، ولم يتابع عليه، وكلام أبي حاتم وأبي زرعة يدل على ذلك، كما أن الدارقطني نفسه لم يشر إلى هذه المتابعة بعد ذلك في العلل، كما أن تصرف البخاري في الصحيح أيضاً يشير إلى هذا المعنى، وهو تفرد شعبة دون بقية أصحاب الأعمش بهذا الوجه، لاسيما وقد قال أبو حاتم لما سئل عن حديث شعبة: «هذا حديث غلط فيه شعبة؛ وأما أصحاب الأعمش فيقولون كلهم كما روى الثوري: عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية، عن عائشة، عن النبي ؛ وهو الصحيح عندي»، والله أعلم.

قلت: وخيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي الكوفي: تابعي، ثقة، من الثالثة، لم يسمع من ابن مسعود [العلل ومعرفة الرجال (٣٢). المراسيل (١٩٢ و ١٩٣). تاريخ الإسلام (٢/ ٩٣٢). السير (٤/ ٣٢٠). تحفة التحصيل (٩٨)].

• وقد أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (٨/ ٧٨/ ١٣٩٦٤ و ١٣٩٦٥ - ط الشثري)، قال: حدثنا أبو خالد [سليمان بن حيان: ثقة] عن الأعمش، عن خيثمة، قال: كانوا يقولون هذه التلبية [يعني: تلبية ابن مسعود: «لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك» قال: وكان الأسود يقولها، ويزيد «والملك لا شريك لك».

فالله أعلم؛ كيف دخل الوهم في هذا الإسناد على شعبة؟ إنما رواه الناس - وفيهم: سفيان الثوري، وأبو معاوية الضرير، وأبو الأحوص، وعبد الله بن نمير، وغيرهم -: عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية الوادعي، عن عائشة.

ولما ذكر الدارقطني في التتبع (٢١٣) رواية الأعمش هذه عن خيثمة في تلبية ابن مسعود، قال: «ويشبه أن يكون الوهم دخل على شعبة من ذكر الأعمش خيثمة في حديثه، والله أعلم».

هـ قال ابن أبي حاتم في العلل (٣/ ٢١٢/ ٨٠٧): «وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث

<<  <  ج: ص:  >  >>