للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ما يدل على أنه يُقبل [يعني: الجرح في الراوي، وإن لم يكن مفسراً]، فقال: قرئ على أبي عبد الله : حديث عائشة كانت تلبي: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، لبيك، إن الحمد والنعمة لك»، فقال أبو عبد الله: كان فيه: «والملك لا شريك لك»، فتركته؛ لأن الناس خالفونا، وقوله: تركتُ روايته؛ لأجل ترك الناس، وإن لم يظهر العلة».

وقد نقله أبو الوفاء ابن عقيل في الواضح (٥/١٤)، لكن هكذا قال: «فتركته، لأنَّ الناس خالفوه [يعني بذلك ابن فضيل]. وقوله: فتركته، معناه تركتُ روايته لأجل ترك النَّاسِ له، وإن لم تظهر العِلَّة التي لأجلها ترك الناسُ روايته».

ويمكن تفسير هذه الرواية بما نقله ابن رجب في شرح العلل (٢/ ٦٣٢): «وقال أحمد أيضاً: في حديث ابن فضيل، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية، عن عائشة في تلبية النبي ، وذكر فيها: «والملك، لا شريك لك».

قال أحمد: وهم ابن فضيل في هذه الزيادة، ولا تُعرف هذه عن عائشة، إنما تعرف عن ابن عمر. وذكر أن أبا معاوية روى الحديث عن الأعمش بدونها … .، قال الخلال: أبو عبد الله لا يعبأ بمن خالف أبا معاوية في الأعمش إلا أن يكون الثوري».

وبهذا يظهر أن أحمد ترك رواية ابن فضيل بهذه الزيادة في آخره، لكونه لم يتابع عليها، وعدم المتابعة هي علة الترك للزيادة، فظهرت بذلك العلة، لأن ابن فضيل قد وهم في هذه الزيادة، وتفرد بها دون بقية أصحاب الأعمش، لكن أحمد أخرج حديث ابن فضيل في مسنده، كما سبق بيانه، ووهم ابن فضيل في هذه اللفظة لا يقتضي إخراج حديثه من المسند والضرب عليه، لأن ابن فضيل قد تابع جماعة الثقات من أصحاب الأعمش على إسناده، ومتنه؛ إلا أنه قد خالفهم فقط في إثبات هذه الزيادة في آخره، كما أن أحمد لم يضرب على حديث شعبة عن الأعمش، بل أخرجه في مسنده، مع كونه خالف الجماعة من ثقات أصحاب الأعمش في إسناده، والله أعلم.

وما كان ينبغي إيراد هذا النص عن أحمد في قبول الجرح في الراوي وإن كان غير مفسر، لأن ابن فضيل لم يجرح بهذا الحديث، وإنما وهم في هذه الزيادة، وقد تفرد بها دون بقية أصحاب الأعمش، كما وهم شعبة في إسناده على الأعمش، فهل طعن الناس في شعبة؛ لأجل وهمه في إسناد حديث؟! وإنما تركوا وهمه الذي وهم فيه فقط، والله أعلم. هـ وقال ابن رجب في شرح العلل (٢/ ٦٣٢): «وقال أحمد أيضاً: في حديث ابن فضيل عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية، عن عائشة؛ في تلبية النبي ، وذكر فيها: والملك، لا شريك لك».

قال أحمد: وهم ابن فضيل في هذه الزيادة، ولا تعرف هذه عن عائشة، إنما تعرف عن ابن عمر. وذكر أن أبا معاوية روى الحديث عن الأعمش بدونها. وخرجه البخاري بدونها أيضاً من طريق الثوري، عن الأعمش، وقال: تابعه أبو معاوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>