قلت: رواية شعبة وهم؛ لكن البخاري كما أراد بها ذكر الاختلاف على الأعمش، أراد أيضاً إثبات سماع أبي عطية من عائشة، فإن شعبة وإن وهم في ذكر خيثمة في الإسناد لكنه كان يعتني بذكر السماع الوارد في الأسانيد، والله أعلم.
• ورواه أحمد بن منصور الرمادي [ثقة حافظ]، وشعيب بن أيوب بن رزيق الصَّرِيفيني [صدوق]:
حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية، عن عائشة قالت: قد علمت كيف كانت تلبية رسول الله ﷺ، كان يلبي:«اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك»، زاد شعيب:«والملك، لا شريك لك».
أخرجه الدارقطني في العلل (١٥/ ١٤٨/ ٣٩٠٦).
قلت: وهم شعيب في هذه الزيادة في آخره، إنما ثبتت هذه الزيادة من حديث ابن عمر وجابر، ولم تثبت من حديث عائشة.
كما سقط على الراوي أو الناسخ من أول التلبية البداءة بقوله: لبيك.
ومعاوية بن هشام القصار: صدوق، كثير الخطأ، وليس بالثبت في الثوري، بل له عنه أوهام كثيرة، قيل: حاله قريب من قبيصة والفريابي، قلت: بل هما أكثر منه رواية عن الثوري، وأقل خطأ، واعتمدهما صاحبا الصحيح [التهذيب (٤/ ١١٢). الميزان (٤/ ١٣٨). شرح العلل (٢/ ٧٢٢)].
ب - ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير [وعنه: أحمد بن حنبل، ومسدد بن مسرهد، وعبد الله بن هاشم]، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وعبد الله بن نمير، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيان [وهم ثقات]:
وإسرائيل بن يونس السبيعي، وزهير بن معاوية، وعبيدة بن حميد، وعمار بن رزيق [وهم ثقات]، والجراح بن الضحاك الكندي [صالح الحديث، لا بأس به]، وسعد بن الصلت [جد شاذان لأمه: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٨٦)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات (٦/ ٣٧٨)، وقال:«ربما أغرب»، وقال الذهبي في السير (٩/ ٣١٧): «هو صالح الحديث، وما علمت لأحد فيه جرحاً»، قلت: هو كثير التفرد عن المشاهير، وله مناكير وغرائب] [وهؤلاء الستة الآخرون علق الدارقطني روايتهم، وهو في ذلك على أصله في عدم الاحتياط في ثبوت الرواية عمن يعلق عنهم]:
عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عطية، عن عائشة قالت: كانت تلبية النبي ﷺ ثلاثاً يقول: «لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك». لفظ أبي معاوية [عند أحمد (٦/ ٢٢٩)].
ولفظ أبي معاوية [عند الجوزقي] عن أبي عطية، عن عائشة؛ أن النبي ﷺ كان يلبي