وخالفه: عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم الدمشقي [ثقة حافظ متقن]، ومحمد بن هاشم بن سعيد البعلبكي [لا بأس به]:
عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس؛ أنه كان رديف رسول الله ﷺ غداة النحر، فأتته امرأة من خثعم فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله ﷿ في الحج على عباده أدركت أبي شيخاً كبيراً، لا يستطيع أن يركب إلا معترضاً، أفأحج عنه؟ قال:«نعم، حجي عنه، فإنه لو كان عليه دين قضيتيه». لفظ ابن هاشم [عند النسائي].
ولفظ دحيم [عند ابن ماجه] عن الفضل: أنه كان ردف رسول الله ﷺ غداة النحر، فأتته امرأة من خثعم فقالت: يا رسول الله! إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي شيخاً كبيراً، لا يستطيع أن يركب أفأحج عنه؟ قال: نعم، فإنه لو كان على أبيك دين قضيته.
أخرجه النسائي في المجتبى (٢٢٧/ ٨/ ٥٣٨٩)، وفي الكبرى (٤٠٧/ ٥/ ٥٩١٥)، وابن ماجه (٢٩٠٩). [التحفة (٥٦٧٠/ ٣٩٦/ ٤) و (١١٠٤٨/ ٥٠٢/ ٧)، المسند المصنف (١٢/ ١٢٨/ ٥٧٧٨)]
قال النسائي:«وقد روى هذا الحديث غير واحد عن الزهري فلم يذكر فيه ما ذكر الوليد بن مسلم».
وقال ابن عساكر في تخريج الأربعين للفراوي (١٥٣): «ورواه عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عنه، فاختلف عنه فيه، فرواه عنه: محمد بن يوسف الفريابي، وعمر بن عبد الواحد الدمشقي، فجعلاه من مسند عبد الله، ورواه الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي عنه، فاختلف عنه فيه؛ فرواه عمرو بن عثمان الحمصي، عنه، عن الأوزاعي من غير ذكر الفضل بن عباس، ورواه محمد بن هاشم البعلبكي عن الوليد عنه، فجعله من مسند الفضل».
قلت: قد رجح البخاري رواية جماعة الثقات عن الأوزاعي، فأخرجها في صحيحه، مما يدل على اشتهار هذا الوجه عن الأوزاعي، بدون ذكر الفضل في الإسناد، وجعله من مسند عبد الله بن عباس، ولم يخالفهم سوى الوليد بن مسلم، وقد روي عنه الوجهان، فترجيح الوجه الذي وافق فيه الجماعة: أشبه بالصواب، لاسيما وفيهم: اثنان من أثبت الناس في الأوزاعي، وهما: الوليد بن مزيد، وعمر بن عبد الواحد، ثم إن الوليد قد انفرد عن الأوزاعي بما لم يتابع عليه في زيادة:«فإنه لو كان عليه دين قضيتيه»، وقد أشار النسائي إلى شذوذ هذه الزيادة، بقوله:«وقد روى هذا الحديث غير واحد عن الزهري فلم يذكر فيه ما ذكر الوليد بن مسلم»، فصارت هذه قرينة أخرى على كون من زاد في إسناده الفضل: لم يضبطه أيضاً، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
٥ - ورواه الحميدي، والشافعي، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة