للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عنها: خرجنا مع رسول الله عام حجة الوداع، فمنا من أهل بعمرة، ومنا من أهل بحج وعمرة، ومنا من أهل بالحج، وأهل رسول الله بالحج، فأما من أهل بعمرة فحل، وأما من أهل بحج أو جمع الحج والعمرة فلم يحلوا حتى كان يوم النحر.

ومنها: ما رواه ابن أبي شيبة، قال: ثنا محمد بن بشر العبدي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، قال: حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، قالت: خرجنا مع رسول الله للحج على ثلاثة أنواع: فمنا من أهل بعمرة وحجة، ومنا من أهل بحج مفرد، ومنا من أهل بعمرة مفردة، فمن كان أهل بحج وعمرة معاً لم يحلل من شيء مما حرم منه حتى يقضي مناسك الحج، ومن أهل بحج مفرد لم يحلل من شيء مما حرم منه حتى يقضي مناسك الحج، ومن أهل بعمرة مفردة فطاف بالبيت وبالصفا والمروة حل مما حرم منه حتى يستقبل حجاً.

ومنها: ما رواه مسلم في صحيحه، من حديث ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن محمد بن نوفل: أن رجلاً من أهل العراق قال له: سل لي عروة بن الزبير عن رجل أهل بالحج، فإذا طاف بالبيت أيحل أم لا؟ فإن قال لك: لا يحل، … فذكر الحديث.

وفيه: قد حج رسول الله ، فأخبرتني عائشة أنه أول شيء بدأ به حين قدم مكة أنه توضأ فطاف بالبيت، ثم حج أبو بكر، فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم عمر مثل ذلك، ثم حج عثمان، فرأيته أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم معاوية وعبد الله بن عمر، ثم حججت مع أبي الزبير بن العوام، فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم رأيت المهاجرين والأنصار يفعلون ذلك، ثم لم تكن عمرة، ثم آخر من رأيت فعل ذلك ابن عمر، ثم لم ينقضها بعمرة، فهذا ابن عمر عندهم أفلا يسألونه؟ ولا أحد ممن مضى ما كانوا يبدؤون بشيء حين يضعون أقدامهم أول من الطواف بالبيت، ثم لا يحلون، وقد رأيت أمي وخالتي حين تقدمان لا تبدآن بشيء أول من البيت، تطوفان به ثم لا تحلان.

فهذا مجموع ما عارضوا به أحاديث الفسخ، ولا معارضة فيها بحمد الله ومنه».

قلت: سبق نقل كلام ابن القيم هذا فيما تقدم، وقد رددت على كلامه في الحديث الأول، في المجلد الخامس والعشرين، تحت الحديث رقم (١٧٨١)، من ستة أوجه، فراجعه هناك في موضعه، وختمته بقولي: أن ابن القيم قد خالف شيخه ابن تيمية في هذا الحديث، فقد قال شيخ الإسلام ضمن كلام طويل في بيان أن النبي إنما كان قارناً في حجته (٢٦/ ٧١): «وفي الصحيحين من حديث الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، قال: تمتع رسول الله في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج وأهدى، … »، وساق الحديث بتمامه، ثم قال: قال الزهري: وحدثني عروة، عن عائشة، مثل حديث سالم عن أبيه. فهذا أصح حديث على وجه الأرض، وهو من حديث الزهري؛ أعلم أهل زمانه بالسنة، عن سالم عن ابن عمر، وهو أصح من حديث ابن عمر

<<  <  ج: ص:  >  >>