للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والأنصار يفعلون ذلك، ثم لم تكن عمرة، ثم آخر من رأيت فعل ذلك ابن عمر، ثم لم ينقضها عمرة، وهذا ابن عمر عندهم فلا يسألونه؟ ولا أحد ممن مضى، ما كانوا يبدؤن بشيء حتى يضعوا أقدامهم من الطواف بالبيت، ثم لا يحلون، وقد رأيت أمي وخالتي، حين تقدمان لا تبتدئان بشيء أول من البيت، تطوفان به، ثم لا تحلان.

وقد أخبرتني أمي: أنها أهلت هي، وأختها، والزبير، وفلان وفلان بعمرة، فلما مسحوا الركن حلوا.

ولفظ حرملة بن يحيى [عند أبي نعيم الأصبهاني، وأبي نعيم الحداد (١٢٨٨)]: عن محمد بن عبد الرحمن؛ أن رجلا من أهل العراق، قال: سل عروة بن الزبير عن الرجل يهل بالحج فإذا طاف بالبيت أيحل أم لا؟ فإن قال لك: لا يحل؛ فقل له: إن رجلا يقول ذلك؟ فسألته؛ فقال: لا يحل من أهل بالحج إلا بالحج، قلت: فإنه قال: فإن رجلا يقول ذلك، قال: بئس ما قال، فتصداني الرجل فسألني فحدثته، فقال: فقل له إن رجلا كان يخبر: إن رسول الله قد فعل ذلك، وما شأن أسماء والزبير فعلا ذلك؟ قال: فجئته فذكرت له ذلك، فقال: من هذا؟ قلت: لا أدري، قال: ما باله لا يلقاني بنفسه يسألني؛ أظنه عراقيا؟ قلت: لا أدري، قال: فإنه قد كذب، وقد حج رسول الله ، فأخبرتني عائشة؛ أن أول شيء بدأ به حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت، ثم حج أبو بكر، فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم عمر مثل ذلك، ثم حج عثمان فرأيته أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم يكن عمرة، ثم معاوية وعبد الله بن عمر، ثم حججت مع الزبير بن العوام، فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم يكن عمرة، ثم المهاجرين والأنصار يفعلون ذلك، ثم لم يكن عمرة، ثم آخر من رأيت فعل ذلك ابن عمر، ثم لم ينقضها بعمرة، وهذا ابن عمر عندكم ألا تسألونه؟ ولا أحد ممن مضى؛ ما كانوا يبدؤون بشيء حين يضعون أقدامهم أول من الطواف بالبيت، ثم لا يحلون، ثم رأيت أمي وخالتي حين تقدمان لا تبدآن بشيء أول من البيت، تطوفان به، ثم لا تحلان.

وقد أخبرتني أمي: أنها أهلت هي، وأختها، والزبير بن العوام، وفلان وفلان بعمرة قط، فلما استلموا الركن حلوا. وفي رواية: فلما مسوا الركن حلوا. وقد كذب فيما ذكر من ذلك.

أخرجه البخاري (١٦١٤ و ١٦١٥ و ١٦٤١ و ١٦٤٢). ومسلم (١٩٠/ ١٢٣٥). [تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٧٩٤)، في طرق حديث أسماء].

• قلت: هكذا كان عروة ينكر على ابن عباس أن من طاف بالبيت فقد حل، ثم استدل على خلاف ذلك بفعل عامة الصحابة، فهذا أبو بكر وعمر وعثمان والزبير وابن عمر ومعاوية أفردوا الحج، وكذلك فعل المهاجرون والأنصار، أفردوا ولم يحلوا، فهل كان هؤلاء جميعا يجهلون السنة، ويعملون بخلافها، بل إن فعلهم ليدل على عدم وجوب

<<  <  ج: ص:  >  >>