الثقات يُقبل، وما انفرد به يردُّ، وقد تركه جماعة، مثل: النسائي، والدارقطني، ووهاه أبو زرعة، وقال أحمد وابن معين: «ليس بشيء» [انظر: فضل الرحيم الودود (١٢/ ١٩٢/ ١١٥٢)].
الله وقيل: إن النبي ﷺ جمع بينهما لأنه علم أنه لا يحج بعدها:
٢ - حديث عبد الله بن أبي أوفى:
يرويه يزيد بن عطاء، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى ﵁، قال:
إنما جمع رسول الله ﷺ بين الحج والعمرة؛ لأنه علم أنه لا يحج بعد عامه ذلك.
وهذا حديث وهم فيه يزيد بن عطاء اليشكري الواسطي، وليس هو بالقوي، كان يقلب الأسانيد، وقد سلك فيه الجادة، وإنما يروي هذا الحديث ابن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي قتادة مرسلاً، وهو الصواب. [تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٨٠٦)].
• والصواب في إسناده: ما رواه سفيان بن عيينة، وحفص بن غياث:
عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت عبد الله بن أبي قتادة، يقول: إنما جمع رسول الله ﷺ بين الحج والعمرة، لأنه علم أنه لا يحج بعدها. لفظ ابن عيينة.
ولفظ حفص: إنما قرن رسول الله ﷺ، لأنه أخبر أنه ليس بحاج بعدها.
وهذا مرسل بإسناد صحيح. [تقدم تخريجه بطرقه تحت الحديث رقم (١٨٠٦)].
الله والحاصل: فإن هذا الحديث لا يثبت من حديث عبد الله بن أبي أوفى، ولا من حديث أبي قتادة، إنما يروي هذا الحديث: إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي قتادة مرسلاً، والله أعلم.
هـ وقد سئل الدارقطني في العلل (١٠٣٠/ ٦/ ١٣٧) عن حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: إنما جمع رسول الله ﷺ بين الحج والعمرة، لأنه علم أنه لا يحج بعد ذلك العام؟
فقال: يرويه إسماعيل بن أبي خالد، واختلف عنه؛
فرواه أزهر بن جميل، عن يحيى القطان، ويحيى بن إسماعيل الواسطي، عن معتمر جميعاً، عن إسماعيل، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه.
وكذلك قال مروان بن معاوية، ونصر بن باب، عن إسماعيل.
وخالفهم يزيد بن عطاء، فرواه عن إسماعيل، عن عبد الله بن أبي أوفى.
وكذلك قيل: عن ابن عيينة، عن إسماعيل، وكلاهما وهم، والصواب: عن إسماعيل، عن عبد الله بن أبي قتادة مرسلا، عن النبي ﷺ.
أقوال الفقهاء في مسألة الفسخ:
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ (١٧٣) - بعد أن ساق خبر بلال بن الحارث وأبي ذر: «وإلى هذا انتهت العلماء من أهل الحجاز والعراق والشام منهم: سفيان، والأوزاعي، ومالك، وأهل الرأي، وغيرهم، لا يرون للحاج والقارن