للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المسند إلى النبي ، في أن فسخ الحج خاصة للصحابة : فحديث واه، لا يثبت؛ لأن الحارث بن بلال بن الحارث: مجهول، والمجهول لا تقوم به حجة».

ثم أسند إلى أحمد بن حنبل: «أنه كان يرى المهل من الحج أن يفسخه إذا طاف بالبيت وبين الصفا والمروة، وقال في المتعة: هي آخر الأمرين من رسول الله ، قال : «اجعلوا حجكم عمرة»، قال عبد الله: قلت: فحديث بلال بن الحارث في فسخ الحج، يريد في المنع من فسخ الحج، قال: لا أقول به، لا يعرف هذا الرجل، هذا ليس إسناده بالمعروف، ليس حديث بلال بن الحارث عندي يثبت.

هذه نصوص ألفاظ أحمد بن حنبل ، فسقط الاحتجاج بما راموا الشغب، والحمد لله رب العالمين».

ثم قال: «الأحاديث الصحاح تبطل هذا الحديث الذي رواه من لا تقوم به حجة، وتوجب أن فسخ الحج باق إلى يوم القيامة».

ثم ساق حديث جابر وابن عباس في قصة سراقة، ثم حديث مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً: «هذه عمرة استمتعنا بها … »، ثم قال (٣٧٤): «فهذه الآثار الصحاح التي لا داخلة فيها تشهد ببطلان قول من قال: إن فسخ الحج منسوخ، إذ فيها كما ترى شهادة عدلين على جابر، وهما محمد بن علي بن الحسين، وعطاء بن أبي رباح، وشهادة عدلين على ابن عباس، وهما مجاهد، وطاووس، بإخبار جابر وابن عباس، عن النبي ؛ أنه أخبرهم أن فسخ الحج ليس لهم خاصة، بل لأبد الأبد، وإلى يوم القيامة، وما كان هكذا فقد آمنا نسخه، وأيقنا أنه لا يجوز أن ينسخ أبداً، لأنه كان يكون كاذباً حينئذ، ومن ظن هذا فقد كفر بالله ﷿، فارتفع الزيف جملة والحمد لله رب العالمين.

وقد روينا أيضاً: دخول العمرة في الحج أبداً إلى يوم القيامة، وأن ذلك ليس لهم خاصة ولا لعامهم ذلك؛ مرسلاً من طريق: عبد الرزاق، عن مجاهد، وطاووس، ومسروق، ولسنا نحتج بهذه المرسلات، وإنما نحتج بالمسائل التي ذكرنا، وإنما نبهنا على هذه المراسيل؛ حجة على من يرى أن المسند مثل المرسل».

ثم قال: «وقد حاج الطحاوي في هذا المكان، فقال لنا: معنى قوله : «لأبد الأبد»؛ إنما عنى بذلك جواز العمرة في أشهر الحج.

وليس في المجاهرة برد الحق أقبح من هذا؛ لأن الحديث الذي ذكرنا آنفاً يكذب قول الطحاوي، لأن سراقة بين فيه من طريق ابن عباس وجابر؛ أنه إنما سأل النبي عن المتعة التي هي فسخ الحج، لا عن جواز العمرة من أشهر الحج، لأنه إنما سأله بعقب أمره من لا هدي معه بفسخ الحج، فقال له سراقة: هي لنا أم للأبد؟ فأجابه عما سأله، لا عما لم يسأله.

وفي الحديث الذي ذكرنا أيضاً معه من طريق ابن عباس: اتصال قوله : «إن العمرة دخلت في الحج إلى يوم القيامة»، بأمره من لا هدي معه بالإحلال، فبين بياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>