قلت: إنما هذا تخليط من نعيم بن حماد، وهو: ضعيف، له مناكير كثيرة تفرد بها عن الثقات المشاهير. [انظر: التهذيب (٤/ ٢٣٤). الميزان (٤/ ٢٦٧)].
هـ قال أبو داود في مسائله لأحمد (١٩١٨): «قلت لأحمد: حديث بلال بن الحارث في فسخ الحج؟ قال: ومن بلال بن الحارث؟! أو قال: الحارث بن بلال؟! ومن روى عنه؟! ليس يصح حديث في أن الفسخ كان لهم خاصة، وهذا أبو موسى يفتي به في خلافة أبي بكر وصدر من خلافة عمر».
وقال ابن هانئ في مسائله لأحمد (٧٣٢): وقيل له: في الفسخ؟ فقال: نعم، هذا عن عشرة من أصحاب النبي ﷺ.
قيل: فحديث ابن بلال بن الحارث؟ قال: ومن ابن بلال بن الحارث؟! ومن روى عنه؟! أما أبوه: فمن أصحاب النبي ﷺ، فأما هو: فأنكره.
فقيل له: إنه روى حديثاً. فقال: من رواه؟ وأنكره.
قلت: ترى فسخ الحج؟ قال: نعم، إن شاء هو فسخ، أذهب إلى حديث جابر: أنهم أهلوا بالحج وحده، فأمرهم النبي ﷺ أن يحلوا».
وقال عبد الله بن أحمد في مسائله لأبيه (٧٥٧): «سألت أبي عن فسخ الحج؟
قال: هو الرجل يريد الحج، يقول: اللهم إني أريد الحج فيسره لي، فإذا قدم فأراد أن يفسخ الحج؛ طاف بالبيت سبعاً، وسبعاً بين الصفا والمروة، ثم يقصر، ثم يكون عمرة كما يفعل المعتمر، ويلبس أيضاً ثيابه، ويأتي النساء، ثم يهل بالحج يوم التروية أيضاً، فهذا فسخ الحج. وأنا أراه عن عشرة: ابن عباس، وجابر، والبراء، وأسماء، وأنس بن مالك، أنس يقول: أهلوا بالحج والعمرة، ثم صارت عمرة».
وقال أيضاً (٧٥٨): «قلت لأبي: فحديث بلال بن الحارث المزني في فسخ الحج؟
قال: لا أقول به. قال أبي: لا نعرف هذا الرجل، ولم يروه إلا الدراوردي، هذه الأحاديث أحب إليَّ».
وقال أحمد كما في مسائل ابنه صالح (١١٥٥): «والحارث بن بلال: يُروى عنه في الحج حديث واحد، وأستنكره».
قال غلام الخلال في زاد المسافر (٢/ ٥٤١/ ١٦٤١ - ١٦٤٤): «قال أبو عبد الله في رواية عبد الله: أنا أرى فسخ الحج، يُروى عن ثمانية من أصحاب النبي ﷺ: ابن عباس، وجابر، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، وأسماء، وحديث بلال بن الحارث الذي في فسخ الحج: لا أقول به، ولا نعرف هذا الرجل، ولم يروه إلا الدراوردي، وهذه الأحاديث أحبُّ إليَّ.
وقال في رواية الميموني: ومن الناس من يحتج بحديث بلال بن الحارث، أرأيت لو عرف بلال بن الحارث؛ إلا أن أحد عشر رجلاً من أصحاب النبي ﷺ يروون عنه ما يرون!
أين يقع بلال بن الحارث ويحتجون بحديث أبي ذر، وأبو ذر قال: كانت الممتعة لنا خاصة.