للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهذا يدل على أن عبد الرحمن بن أبي الشعثاء، إنما حمله عن إبراهيم التيمي عن أبيه يزيد بن شريك، لا عن يزيد مباشرة بغير واسطة!

بدليل قول أبي حاتم في رده على البخاري حيث أورد حديث عبد الأعلى وحده عن ابن إسحاق، قال ابن أبي حاتم في بيان خطأ البخاري (٢٩٦): «عبد الرحمن بن سليم المحاربي: روى عبد الرحمن بن الأسود، عن عبد الرحمن بن سليم، عن يزيد بن شريك، عن أبي ذر؛ أراه أخا أشعث بن أبي الشعثاء.

سمعت أبي يقول: روى محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن سليم المحاربي أبو الشعثاء. روى بيان، عن عبد الرحمن بن أبي الشعثاء، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر: إنما كانت المتعة لنا خاصة».

وكذلك قول الدارقطني في العلل (٣/ ٥١/ ٢٨١) حين سئل عن حديث عثمان، فقال: «يرويه معاوية بن إسحاق بن طلحة، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، عن عثمان.

وخالفه: الأعمش، وأبو حصين، وعياش بن عمرو العامري، وأبو سعد البقال، وعبد الرحمن بن أبي الشعثاء - أخو أشعث بن أبي الشعثاء -، وعبد الرحمن بن الأسود، وزبيد اليامي، فرووه عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر. وهو الصواب».

وقال في موضع آخر من العلل (٦/ ٢٦٨/ ١١٢٧) حين سئل عن حديث أبي ذر:

«يرويه: الأعمش، وعياش بن عمرو العامري، وأبو حصين، وعبد الرحمن بن أبي الشعثاء المحاربي، وأبو سعد البقال، وحبيب بن حسان، عن إبراهيم بن يزيد، عن أبيه، عن أبي ذر.

والصحيح حديث أبي ذر».

هكذا ذكر أبو حاتم والدارقطني - في الموضعين -: أن عبد الرحمن بن أبي الشعثاء، يرويه عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر.

وذكر الدارقطني: عبد الرحمن بن الأسود، فيمن رواه عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي ذر.

وهذا مما يُضعف الثقة بما رواه ابن إسحاق من أسانيد هذا الحديث، وأنه لم يتابع على أحد هذه الأوجه الأربعة التي وصلتنا عنه.

ويكون الصواب في إسناد هذا الحديث ومتنه عن عبد الرحمن بن الأسود:

هو ما رواه: مالك بن مغول، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: إنما كانت متعة الحج لنا رخصة أصحاب رسول الله خاصة.

فإذا كان الأمر كذلك:

فالأقرب للصواب: أن ابن إسحاق قد اضطرب في إسناد هذا الحديث ومتنه، فكما روى إسناده على أربعة أوجه مختلفة، فإنه كذلك روى المتن على أربعة أوجه، وهذه قرينة أخرى على اضطراب ابن إسحاق، وأنه لم يقم الإسناد، ولا المتن، والله المستعان، وعليه التكلان.

<<  <  ج: ص:  >  >>