للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• وأما ما رواه محمد بن عبد الملك: حدثني مالك بن مغول، سمعت عبد الرحمن بن الأسود، يذكر عن أبي ذر؛ أنه قال: كانت متعة الحج رخصة لأصحاب محمد .

أخرجه ابن فيل في جزئه (٦٢).

فقد قصر بإسناده عن مالك بن مغول، فإن محمد بن عبد الملك أبا جابر الأزدي، البصري، نزيل مكة؛ قال أبو حاتم: «أدركته، وليس بقوي»، وذكره ابن حبان في الثقات، وله عن شعبة ما لا يتابع عليه [الجرح والتعديل (٨/ ٥). الميزان (٢/ ٦٣٢). اللسان (٧/ ٣١٦). التهذيب (٣/ ٦٣٥)].

• وكذلك قصر بإسناده: خُنيس بن بكر بن خنيس، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبي ذر قال: إنما أحلت لنا أصحاب رسول الله متعة النساء ثلاثة أيام، ثم نهى عنها رسول الله .

أخرجه أبو العباس الأصم في جزء من حديثه (٧٨) - رواية أبي الحسن الطرازي (٤٨٦) - مجموع مصنفاته، وابن شاهين في ناسخ الحديث (٤٢٧)، والبيهقي (٧/ ٢٠٧).

قال الذهبي في المهذب في اختصار السنن (٦/ ١١٢٥٥/ ٢٧٨٠)، والعيني في نخب الأفكار (١٠/ ٣٥٨): «فيه انقطاع».

قلت: خنيس بن بكر بن خنيس: ضعيف، وهذه رواية منكرة [الجرح والتعديل (٣/ ٣٩٤). الثقات (٨/ ٢٣٣). تاريخ بغداد (٩/ ٣٠٢). تاريخ الإسلام (٥/ ٧٠). الميزان (١/ ٦٦٩). اللسان (٣/ ٣٨٥). الثقات لابن قطلوبغا (٤/ ١٦٩)].

• والحاصل: أنه قد اختلف في إسناد هذا الحديث على عبد الرحمن بن الأسود:

• فرواه ابن إسحاق، وقد اختلف عليه على أربعة أوجه في إسناده ومتنه.

وقد قلت: إن الأشبه ما رواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى؛ سمع ابن إسحاق؛ سمع عبد الرحمن بن الأسود، عن عبد الرحمن بن سليم، عن يزيد التيمي؛ سمع أبا ذر بالربذة، يقول: رُخّص لنا في خوفنا في العمرة.

• ورواه مالك بن مغول، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: إنما كانت متعة الحج لنا رخصة أصحاب رسول الله خاصة.

وعندئذ يمكن أن يقال: إن عبد الرحمن بن الأسود له في هذا الحديث شيخان، عبد الرحمن بن أبي الشعثاء، وإبراهيم بن يزيد التيمي، وأما رواية ابن أبي زائدة، ورواية سلمة بن الفضل؛ فهما وهم، والله أعلم، ويغلب على ظني: أن الوهم فيه من ابن إسحاق نفسه.

o لكن يشكل على ذلك: ما رواه بيان بن بشر [وهو: ثقة ثبت]، عن عبد الرحمن بن أبي الشعثاء، قال: أتيت إبراهيم النخعي وإبراهيم التيمي، فقلت: إني أهم أن أجمع العمرة والحج العام، فقال إبراهيم النخعي: لكن أبوك لم يكن ليهم بذلك.

فقال إبراهيم التيمي: عن أبيه؛ أنه مر بأبي ذر بالربذة، فذكر له ذلك، فقال: إنما كانت لنا خاصة دونكم. [أخرجه مسلم، ويأتي تخريجه].

<<  <  ج: ص:  >  >>