حدثنا يحيى بن سعيد [القطان]، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: إنما جمع رسول الله ﷺ بين الحج والعمرة، لأنه علم أنه ليس بحاج بعدها. وفي رواية: لأنه علم أنه لا يحج بعدها.
أخرجه الدارقطني في السنن (٢٧٣٥/ ٣/ ٣٥٢)، وفي العلل (١٣٨/ ٦/ ١٠٣٠)، والحاكم (٤٧٢/ ١)(١٧٥١/ ٥٧١/ ٢ - ط المنهاج القويم)(١٧٥٥/ ٤٢٢/ ٢ - ط الميمان)، وابن حزم في حجة الوداع (٤٩٨). [الإتحاف (٤٠٥٠/ ١٣١/ ٤)].
قال الدارقطني:«لم يرفعه عن يحيى غير أزهر».
وقال الحاكم:«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه».
قلت: ليس في الكتب الستة شيء بهذا الإسناد، وليس فيها رواية لإسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه، وهذا إسناد لا يجي، بل روايته عن ابن أبي أوفى في الكتب الستة [انظر: التحفة (٥١٥٤ - ٥١٥٩)] [وسيأتي له من روايته عن ابن أبي أوفى عند أبي داود في الحج حديث: اعتمر النبي ﷺ، فطاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين (١٩٠٢ و ١٩٠٣)]، وأما هذا: فهو حديث معلول، فقد اتفق سفيان بن عيينة [في المحفوظ عنه]، وحفص بن غياث على إرساله، وقد جزم بتصحيح الإرسال البزار وابن صاعد، وابن عدي، والدارقطني.
وعدم اشتهار حديث يحيى بن سعيد القطان عنه مع صحة إسناده، وثقة رجاله وشهرتهم؛ لمن أكبر الدلائل على عدم ثبوته عن القطان، لاسيما وقد أعله البزار حيث علقه في المسند، بعدما قال: وإنما الصحيح عن إسماعيل، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن النبي ﷺ، فلم يثبت رواية القطان، إذ لو كانت ثابتة عنده لقال بها، وكلام ابن صاعد وابن عدي والدارقطني أيضاً يُشعر بذلك، كما أنه لم يروه أحد من أصحاب الصحاح، والسنن، والمصنفات، والمسانيد، والمعاجم، ولقد كان أحمد شديد العناية بحديث يحيى يخرجه في مسنده؛ فلماذا غاب هذا عن مسند أحمد؟ ثم لم نجده إلا في سنن الدارقطني التي جمع فيها الغرائب والمناكير، وقد أخرجه من طريق أزهر وحده، ثم استغربه، وإلا في مستدرك الحاكم الذي أغرب فيه بأحاديث، وصحح فيه ما لا يصح، ففي ثبوت رواية مسدد عن القطان نظر! لاسيما وقد استغربه الدارقطني نفسه.
ثم نجد حديث يزيد بن عطاء الذي وهم فيه وسلك فيه الجادة قد أخرجه البزار والطبراني وغيرهما، وأما مرسل عبد الله بن أبي قتادة - الذي رواه ابن عيينة وحفص بن غياث -: فقد رواه عبد الرزاق في مصنفه، وابن أبي شيبة في مصنفه، ثم لا يُعرف بعد ذلك حديث القطان إلا في القرن الرابع وما بعده؛ إن هذا لمن العجب!
• ورواه محمد بن مخلد العطار [ثقة حافظ. سؤالات السهمي (٢٠). تاريخ بغداد (٣١٠/ ٣). السير (٢٥٦/ ١٥)]، قال: حدثنا علي بن العباس أبو الحسن [علي بن العباس بن الوليد البجلي المقانعي الكوفي: وثقه الدارقطني ومسلمة بن قاسم والذهبي. سؤالات السهمي (٣١٥). سؤالات الحاكم (١٣٦). تلخيص المتشابه في الرسم (٤٠١/ ١).