وقال الذهبي في السير (٧/ ١٣٩) بعدما أخرجه من طريق أبي يعلى عن عبد الله بن بكار: «هذا حديث عال، قوي الإسناد، صار به عكرمة بن عمار تابعياً».
وقال في موضع آخر (١٤/ ١٨١): «هذا حديث حسن، عال جداً، تساعي لنا».
وقال ابن حجر في الإصابة (٢/ ٤٨٦): «وروى ابن منده من طريق عكرمة بن عمار، عن الهرماس بن زياد، قال: أبصرت النبي ﷺ يخطب الناس، وأبي مردفي على جمل، وأنا صبي صغير. إسناده صحيح» [وانظر: الجامع لما في المصنفات الجوامع (٥/ ٤٠٥/ ٥٧٤١)].
وقال في موضع آخر (٦/ ٤١٧): «هرماس بن زياد الباهلي: روى حديثه أبو داود وغيره بإسناد صحيح».
تنبيه: قال ابن حجر في الإتحاف: «رواه أحمد عن بهز، وعبد الصمد، ويحيى بن سعيد، وهاشم بن القاسم، وعبد الله بن واقد، كلهم عن عكرمة، به»، وكذا قال في الإطراف (٥/ ٤٢٨/ ٧٤٨٦). وهو وهم من الحافظ.
هـ فقد خالف هؤلاء الثقات جميعاً: أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني، قال: أخبرني عكرمة بن عمار، عن الهرماس، قال: رأيت رسول الله ﷺ يصلي على بعير نحو الشام. لفظ أحمد عن أبي قتادة به.
ولفظه عند الطبراني: رأيت النبي ﷺ يصلي على راحلته نحو المشرق.
أخرجه أحمد (٣/ ٤٨٥)، ومن طريقه: أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي في زياداته على البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة (٥٦)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (١/ ٣٣١)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٠٤/ ٥٣٧)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٤٨٤).
[الإتحاف (١٣/ ٦١٩/ ١٧٢٢٣)، المسند المصنف (٢٥/ ٣٥٩/ ١١٤٣١)].
قلت: وهذا حديث منكر بهذا السياق، وأبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني: متروك، منكر الحديث.
ورواه محمد بن محمد التمار [محمد بن محمد بن حبان، أبو جعفر التمار البصري، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «ربما أخطأ»، وقال الدارقطني: «لا بأس به». الثقات (٩/ ١٥٣). الأسامي والكنى (٣/ ٩٣). سؤالات الحاكم (١٩٢). تاريخ الإسلام (٢١/ ٢٨٩)]، وأبو بكر محمد بن خلاد الباهلي [ثقة]:
حدثنا أبو الوليد الطيالسي: حدثنا عكرمة بن عمار: حدثني الهرماس بن زياد، قال:
رأيت النبي ﷺ، وأنا رديف أبي، وهو على ناقته العضباء، يوم الأضحى، والناس حوله، فقلت لأبي: ما يقول رسول الله ﷺ؟ قال: يقول: «ارموا الجمار بمثل حصى الخذف».
لفظ التمار [عند الطبراني].
ولفظ ابن خلاد [عند ابن المقرئ]: قال: رأيت النبي ﷺ، فقلت لأبي: ما يقول النبي ﷺ؟ قال: «ارموا الجمار بمثل حصى الخذف».