• والمحفوظ عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر ﵁، قال: أقبلنا مع النبي ﷺ مهلين بالحج مفرداً، وأقبلت عائشة مهلة بعمرة.
وليس في واحد منها الإخبار عن نص إهلال النبي ﷺ عن نفسه، وإنما يخبر عن حال عامة الصحابة، وإقرار النبي ﷺ لهم في ذلك، والله أعلم.
• وقد تقدم في معناه ما رواه الربيع بن صبيح، عن عطاء، عن جابر، في طرق حديث عطاء عن جابر، الطريق التاسعة، تحت الحديث رقم (١٧٨٩).
• الخامس: حديث أبي سعيد الخدري:
رواه محمد بن غالب [تمتام]: حافظ مكثر، ثقة مأمون، مكثر مجود، إلا أنه وهم في أحاديث. [اللسان (٤٣٤/ ٧)]: نا سعد بن عبد الحميد [سعد بن عبد الحميد بن جعفر: ليس به بأس]: نا محمد بن مروان، عن ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد؛ أن النبي ﷺ جمع بين الحج والعمرة، فطاف لهما بالبيت طوافاً واحداً، وبالصفا والمروة طوافاً واحداً.
أخرجه الدارقطني (٣/ ٣٠٢/ ٢٦١٨).
قال ابن عبد الهادي في التنقيح (٣/ ٥٢٠/ ٢٢١٤): «هذا الحديث لم يخرجوه في السنن.
وعطية بن سعد العوفي: أضعف من ابن أبي ليلى. ومحمد بن مروان: هو السدي الصغير، وهو غير ثقة. وسعد بن عبد الحميد بن جعفر: لا بأس به، والله أعلم».
قلت: إسناده واه بمرة؛ عطية بن سعد العوفي: ضعيف الحفظ [انظر: التهذيب (٣/ ١١٤). الميزان (٣/ ٧٩)]، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جداً، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون [انظر: التهذيب (٣/ ٦٢٧). الميزان (٣/ ٦١٣)].
ومحمد بن مروان السدي الصغير صاحب الكلبي: ذاهب الحديث، متهم بالكذب [التهذيب (٣/ ٦٩٢). الكامل (٧/ ٥١٢)]، ولعل الآفة منه.
• السادس: حديث أم سلمة:
يرويه: عبد الله بن يزيد المقرئ [ثقة ثبت]: حدثنا حيوة بن شريح [التجيبي المصري: ثقة ثبت]، وابن لهيعة [ضعيف]، قالا: سمعنا يزيد بن أبي حبيب، يقول: حدثني أبو عمران التجيبي؛ أنه حج مع مواليه، قال: فلقيت أم سلمة أم المؤمنين، فقلت لها: إني لم أحج قط، فبأيهما أبدأ، أبالحج أم بالعمرة؟ فقالت: ابدأ بما شئت، فقلت لها: إن الناس يقولون: إذا لم يكن حج قطُّ فليبدأ بالحج، فقالت لي: ابدأ بأيهما شئت، [قال: ثم إني أتيت صفية أم المؤمنين فسألتها، فقالت لي مثل ما قالت لي أم سلمة]، [قال:] ثم جئت إلى أم سلمة، فأخبرتها بقول صفية، فقالت أم سلمة: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «يا آل محمد، من حج منكم فليجعل عمرةً مع حجَّةٍ»، أو:«مع حجّه». وفي رواية ابن المثنى [عند ابن حبان]: «يا آل محمد، من حج منكم فليهل بعمرة في حج».