حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: دخلنا على جابر بن عبد الله، فسأل عن القوم حتى انتهى إليَّ، … ، فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله ﷺ، … فذكر الحديث إلى أن قال: قال جابر ﵁: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، … وذكر الحديث بطوله.
أخرجه مسلم (١٤٧/ ١٢١٨)، وأبو داود (١٩٠٥). والنسائي في الكبرى (٤/ ١٤٢/ ٣٩٥٤). وابن ماجه (٣٠٧٤). والدارمي (٢٠٠٩ - ط البشائر). وعبد بن حميد (١١٣٥). وسيأتي تخريجه مفصلاً في موضعه من السنن إن شاء الله تعالى.
وهذا هو العمدة في لفظ حديث جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، ومن قال فيه: أفرد الحج؛ فقد رواه بالمعنى، وليس هذا هو لفظ ما قاله جابر في الحديث، والله أعلم.
قال ابن حزم في حجة الوداع (٤٥١): «وأما الرواية عن جابر، فإنه لم يقل عنه: إن النبي ﷺ أفرد الحج إلا الدراوردي وحده، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وهذا يقيناً مختصر من الحديث الطويل … ، وسائر الناس عن جابر إنما قالوا: أهل بالحج، أو أهل بالتوحيد، … ».
وقال ابن القيم في زاد المعاد (٢/ ١٦٢): «وأما قول جابر: إنه [ﷺ] أفرد الحج، فالصحيح من حديثه ليس فيه شيء من هذا، وإنما فيه إخباره عنهم أنفسهم أنهم لا ينوون إلا الحج، فأين في هذا ما يدل على أن رسول الله ﷺ لبي بالحج مفرداً؟
وأما حديثه الآخر الذي رواه ابن ماجه: أن رسول الله ﷺ أفرد الحج، فله ثلاث طرق أجودها: طريق الدراوردي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وهذا يقيناً مختصر من حديثه الطويل في حجة الوداع، ومروي بالمعنى، والناس خالفوا الدراوردي في ذلك، وقالوا: أهل بالحج، وأهل بالتوحيد».
قلت: والحاصل أنه لم يثبت عن جابر في الطرق الصحاح أنه قال: إن النبي ﷺ أفرد الحج، ولا أنه جمع بين الحج والعمرة.
• فالمحفوظ عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: دخلنا على جابر بن عبد الله، فسأل عن القوم حتى انتهى إليَّ، … ، فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله ﷺ، … فذكر الحديث إلى أن قال: قال جابر ﵁: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة.
• والمحفوظ عن الأوزاعي: عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، قال: أهللنا مع رسول الله ﷺ بالحج خالصاً، لا نخلطه بعمرة.
• والمحفوظ عن ابن جريج: أخبرني عطاء، قال: سمعت جابر بن عبد الله ﵄، قال: أهللنا أصحاب محمد ﷺ، بالحج خالصاً وحده.
• والمحفوظ عن حماد بن زيد عن أيوب، قال: سمعت مجاهداً، يحدث عن جابر، قال: قدمنا مع رسول الله ﷺ ونحن نقول: لبيك بالحج، فأمرنا رسول الله ﷺ أن نجعلها عمرة.