للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

علقه ابن حزم في المحلى (٥/ ١٨٣).

قال ابن حزم (٥/ ١٨٥): «وأما الرواية عن علي فأبو نصر بن عمرو، وعبد الرحمن بن أذينة، وزياد بن مالك، ورجل من بني عذرة، ورجل من بني سليم: لا يدري أحد من خلق الله تعالى من هم؟ وأما الحكم بن عتيبة، وابن شبرمة: فلم يدركا علياً، ولا ولدا إلا بعد موته».

قلت: الآفة فيه من ابن سمعان، وهو: عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي المدني: متروك؛ كذبه مالك وأبو داود وغيرهما [التهذيب (٢/ ٣٣٦)].

٢٧ - ورواه عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان أيضاً: حدثني محمد بن علي، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب أنه أهل بحجة وعمرة معاً، فطاف لهما طوافاً واحداً، وسعى لهما سعياً واحداً.

أخرجه ابن وهب في الجامع (١٢٨ - الأحكام)، والبيهقي في الخلافيات (٣/ ٢٠٧ - اختصار ابن فرح).

وهذا حديث منكر بهذا الإسناد، تفرد به أبي جعفر الباقر: ابن سمعان، وهو: متروك؛ كذبه مالك وأبو داود وغيرهما [التهذيب (٢/ ٣٣٦)].

أقوال الفقهاء:

قال محمد بن الحسن الشيباني في موطئه (ص ١٣٨): «القرآن عندنا أفضل من الإفراد بالحج وإفراد العمرة، فإذا قرن طاف بالبيت لعمرته وسعى بين الصفا والمروة، وطاف بالبيت لحجته وسعى بين الصفا والمروة، طوافان وسعيان أحب إلينا من طواف واحد وسعي واحد، ثبت ذلك بما جاء عن علي بن أبي طالب؛ أنه أمر القارن بطوافين وسعيين، وبه نأخذ، وهو قول أبي حنيفة ، والعامة من فقهائنا». [وقال نحوه في الآثار (٣٢٢/ ١/ ٣٢٣)، وفي الحجة على أهل المدينة (٢/ ٣٢)].

قلت: كل ما روي عن علي بن أبي طالب مرفوعاً، وموقوفاً من فعله وقوله، أن القارن يطوف طوافين ويسعى سعيين لا يثبت منه شيء، وهي إما أباطيل، أو مناكير.

وإنما الثابت في طواف القارن مرفوعاً من حديث عائشة، ومن حديث جابر، ومن حديث ابن عمر: أن القارن يطوف طوافاً واحداً، ويسعى سعياً واحداً.

وقد رد ابن حزم على من احتج بما روي عن علي في ذلك بقوله في المحلى (٨/ ٢٤٠ - ت بشار): «إنك تنسب إلى علي الباطل، وقولاً لم يثبت عنه قط».

وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ (١/ ١٨٢): «وقد كانت عائشة وابن عمر يحدثان عن النبي أنه أهل بالحج وحده. والثبت عندنا: أنه قرن؛ لأن من رواه أكثر، منهم: عمر حين قال للصبي بن معبد وقد قرن بينهما: هديت لسنة نبيك ، على أن بعض الناس تأوله على الدعاء للصبي، وليس هذا عندنا موضع دعاء؛ لأنه إنما جاءه مستفتياً، فكيف يجيبه داعياً، وكذلك قول علي لعثمان: لم أكن لأدع سنة رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>