كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٢٤ - باب في الإقران - ج: 26 - ص: 158

فصل الرحيم الرووو تخريج سنن أبي داود - كتاب الحج وأخرجه في شرح المشكل عقيب حديث: شعبة، عن منصور، عن مالك بن الحارث، عن أبي نصر، عن علي، والله أعلم.

لكن الذي حمل الطحاوي على ذلك أنه كان يرى أن أبا نصر بن عمرو السلمي هذا؛ هو عبد الرحمن بن أذينة، وليس ثمة دليل على هذه الدعوى، ولم أجد من قال بهذا من النقاد، ولم يقع في مرويات هذا الحديث ما يدل على ذلك، فهي دعوى لا دليل عليها، حيث يقول الطحاوي في المشكل (٩/ ٤٧٧) بعدما ساق هذه الطرق: «فعقلنا بذلك: أن أبا نصر هذا هو عبد الرحمن بن أذينة».

وقد وجدت فيما علقه ابن حزم في المحلى (٥/ ١٨٣) من طرق هذا الأثر عن علي بن أبي طالب، قال [بتصرف]: «روينا من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الرحمن بن أذينة، عن علي»، فبان لنا بذلك الإسناد الذي اختصره الطحاوي.

هـ قلت: وهذا الحديث مشهور من حديث منصور بن المعتمر، رواه عنه أساطين الرواية وغيرهم: أبو الأحوص سلام بن سليم، وشعبة، والثوري، وأبو عوانة، وفضيل بن عياض، ومعمر بن راشد وأبو حنيفة.

• وقد خالفه الأعمش في إسناده:

• فرواه أبو عوانة عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الرحمن بن أذينة، عن علي بن أبي طالب.

• ورواه داود بن نصير الطائي [ثقة]، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن أذينة [ثقة، من الثالثة]، عن علي ﵁، قال: إذا جمع الحج والعمرة طاف لهما طوافين. ضي عنه أخرجه النسائي في مجلسين من أماليه (٢٣)، وابن المقرئ في المعجم (٥١٥).

• ورواه الخصيب بن ناصح [الحارثي: صدوق]، قال: حدثنا يزيد بن عطاء [اليشكري: ليس بالقوي]، عن الأعمش، عن إبراهيم، ومالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن أذينة، قال: سألت علياً ﵁، … ثم ذكر مثله [يعني: مثل رواية ابن ضي عنه عيينة].

أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٢٠٥/ ٣٩٣٦)، وفي شرح المشكل (٩/ ٤٧٦). [الإتحاف (١١/ ٥٣٢/ ١٤٥٧١)].

قلت: رواية منصور بن المعتمر أشبه عندي بالصواب، فقد اشتهرت عنه، بخلاف رواية الأعمش، كذلك فإن الثوري وشعبة وأبا الأحوص قد أعرضوا عن رواية الأعمش، وحدثوا به من رواية منصور، كذلك فإن أصحاب المصنفات العالية مثل: عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، لم يخرجوا هذا الأثر من طريق الأعمش، وإنما أخرجوه من طريق منصور، ثم إن منصور بن المعتمر أحفظ وأضبط وأتقن للحديث من الأعمش، وهو مقدم عليه في إبراهيم النخعي، وهو من أثبت الناس في إبراهيم.