الناس ﵁، فقال: وهل نهيت عنها! إني لم أنه عنها، إنما كان رأيا أشرت به، فمن شاء أخذ به ومن شاء ترك. لفظه عند أحمد، وابن حزم، وابن عبد البر.
وزاد عند ابن عبد البر: قال: فما أنسى قول رجل من أهل الشام مع حبيب بن مسلمة: انظر إلى هذا كيف يخالف أمير المؤمنين؟ والله لو أمرني لضربت عنقه، قال: فرفع حبيب يده فضرب بها في صدره، وقال: اسكت، فض الله فاك، فإن أصحاب رسول الله ﷺ أعلم بما يختلفون فيه.
ولفظ البزار: قال: شهدت عثمان وعليا، فكان عثمان ينهى عن العمرة، وأن يجمع بينها وبين الحج، قال: وعلي يهل بهما جميعا، قال: فالتقيا، فقال له عثمان: ما تريد إلا خلافي، قال: ما أريد خلافك، ولكن لا أدع شيئا رأيت رسول الله ﷺ يفعله لقول أحد من الناس.
أخرجه أحمد (١/ ٩٢/ ٧٠٧)، والبزار (٢/ ١١٨/ ٤٧٣)، وابن حزم في الإحكام (٦/ ٤٩)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (١/ ٧٧٢/ ١٤٢٧). وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (١/ ٣٠٠). [الإتحاف (١١/ ٤٩٠/ ١٤٤٩٣)، المسند المصنف (٢١/ ٢٣٥/ ٩٥٦٧)].
قال البزار: «وهذا الحديث يروى عن علي من وجوه، وهذا أحسن إسناد يروى عن علي في ذلك وأرفعه، ولا نعلم أسند ابن الزبير عن علي غير هذا الحديث».
قلت: وهذا حديث جيد الإسناد.
١٢ - وروى مالك، عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه؛ أن المقداد بن الأسود دخل على علي بن أبي طالب بالسقيا، وهو ينجع بكرات له دقيقا وخبطا، فقال: هذا عثمان بن عفان ينهى عن أن يقرن بين الحج والعمرة، فخرج علي، وعلى يديه أثر الدقيق والخبط، فما أنسى أثر الدقيق والخبط على ذراعيه، حتى دخل على عثمان بن عفان، فقال: أنت تنهى عن أن يقرن بين الحج والعمرة؟ فقال عثمان: ذلك رأيي، فخرج علي مغضبا، وهو يقول: لبيك اللهم لبيك بحجة وعمرة معا.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٥٢/ ٩٤٦ - رواية يحيى الليثي) (٦٩٤ - رواية القعنبي) (١٠٧٩ - رواية أبي مصعب) (١٠١٤ - رواية ابن بكير) (٥٠٧ - رواية الحدثاني).
ومن طريقه: عبد الرزاق (٥/ ٤١٩/ ١٠٠٣٨ - ط التأصيل الثانية)، وابن حزم في حجة الوداع (٤٠٧).
قال ابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٦٥): «هذا الحديث منقطع؛ لأن محمد بن علي بن حسين أبا جعفر لم يدرك المقداد ولا عليا».
قلت: وهو كما قال، محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر: لم يدرك هو ولا أبوه علي بن أبي طالب؛ فقد ولد أبو جعفر سنة (٥٦)، يعني: بعد مقتل علي بقرابة (١٦) عاما، وقال أبو زرعة بأن روايته عن علي مرسلة، بل قال: «لم