قال البزار:«ولا نعلم روى قتادة، عن جري بن كليب، عن عليّ؛ إلا هذين الحديثين».
١٠ - ورواه الخصيب بن ناصح [الحارثي: صدوق، مكثر عن همام]، قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن جري بن كليب، وعبد الله بن شقيق؛ أن عثمان ﵁ خطب، فنهى عن المتعة، فقام علي ﵁ فلبّى بهما، فأنكر عثمان ﵁ ذلك، فقال له علي ﵁: إن أفضلنا في هذا الأمر أشدّنا اتباعاً له.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٥٧/ ٣٧٣٠). [الإتحاف (٥٨/ ١٣٦٨٧/ ١١)].
وهذا صحيح عن عثمان وعلي، موقوفاً عليهما، وقد سبق أن ترجمت لجري بن كليب في كتابي: بحوث حديثية في كتاب الحج (٢٤٣)، ترجمة مطولة، وخلصت هناك إلى أنه: مجهول، وهو هنا لم يرو منكراً، وقد توبع على روايته تابعه عبد الله بن شقيق، بل وقع مقروناً معه في الإسناد في رواية همام بن يحيى، فحديثه هنا صحيح مستقيم، والله أعلم.
• ورواه سعيد بن أبي عروبة [ثقة ثبت][وعنه: عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي: ثقة، سمع من ابن أبي عروبة قبل اختلاطه، وهو من أروى الناس عنه، روى له الشيخان من روايته عن ابن أبي عروبة] عن قتادة؛ أن عثمان بن عفان ﵁ نهى عن المتعة.
أخرجه ابن أبي عروبة في المناسك (٤٩).
هكذا وقع تقصير في إسناده ومتنه، وقد جوده شعبة، وهمام بن يحيى:
فروياه عن قتادة، قال: سمعت عبد الله بن شقيق، يقول: كان عثمان ﵁ ينهى عن المتعة، وعلي ﵁ يفتي بها، فقال له عثمان ﵁ قولاً، فقال له علي ﵁: لقد علمت أن رسول الله ﷺ فعل ذلك، قال عثمان ﵁: أجل، ولكنا كنا خائفين.
وهذا هو المحفوظ في هذا الحديث عن قتادة، والله أعلم.
١١ - وروى إبراهيم بن سعد [ثقة حجة، من أثبت الناس في ابن إسحاق]، عن محمد بن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير [مدني، ثقة، من الطبقة الخامسة]، عن أبيه [ثقة، كان قاضي مكة زمن أبيه، وخليفته إذا حج]، عن عبد الله بن الزبير، قال: والله إنا لمع عثمان بن عفان بالجحفة، ومعه رهط من أهل الشام، فيهم حبيب بن مسلمة الفهري، إذ قال عثمان، وذكر له التمتع بالعمرة إلى الحج: إن أتم للحج والعمرة أن لا يكونا في أشهر الحج وفي رواية: أن أتموا الحج، وخلصوه في أشهر الحج، فلو أخرتم هذه العمرة حتى تزوروا هذا البيت زورتين كان أفضل، فإن الله تعالى قد وسع في الخير، وعلي بن أبي طالب ﵁ في بطن الوادي يعلف بعيراً له، قال: فبلغه الذي قال عثمان، فأقبل حتى وقف على عثمان ﵁، فقال: أعمدت إلى سنة سنها رسول الله ﷺ، ورخصة رخص الله تعالى بها للعباد في كتابه، تضيق عليهم فيها، وتنهى عنها، وقد كانت لذي الحاجة ولنائي الدار، ثم أهل بحجة وعمرة معاً، فأقبل عثمان على