قلت: يزيد بن أبي زياد، وإن كان في الأصل: صدوقاً عالماً؛ إلا أنه لما كبر ساء حفظه وتغير، وكان إذا لُقِّنَ تلقَّن، فهو: ليس بالقوي؛ كما قال أكثر النقاد، لأجل ما صار إليه أمره [انظر: التهذيب (٩/ ٣٤٤). الميزان (٤/ ٤٢٣). وقد تقدم الكلام عليه مراراً]؛ فالعمدة على ما رواه الثقات عن علي بن الحسين.
٧ - ورواه مروان بن معاوية [ثقة حافظ]، عن محمد بن حسان [تحرف في المطبوع إلى: حميد بن حسان، والذي في المخطوط محرف غير مقروء على وجه بيِّن]، عن علي بن الحسين، قال: لبَّى عليٌّ ﵁ بالحج والعمرة جميعاً، وعثمان ﵁ يسير في موكبه، فقال رجل من موكب عثمان ﵁: من هذا الذي يُلبِّي؟ إن هذا لأحمق أو مجنون، فقالوا: هذا أبو تراب، فسكتوا؛ فما تذمر منهم إنسان.
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (٣/ ١٠٤٤)(٥/ ٣٤٧/ ١٩٩٥ - ط الميمنة).
قلت: هذا حديث كذب موضوع؛ مروان بن معاوية مشهور بالرواية عن محمد بن حسان، ويسميه أحياناً: محمد بن أبي قيس، وهو: محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي، المصلوب في الزندقة، وهو كذاب مشهور، يضع الحديث عمداً [موضح أوهام الجمع والتفريق (٢/ ٣٩٧). تاريخ دمشق (٥٣/ ٧١). تهذيب الكمال (٢٥/ ٥٥). الميزان (٣/ ٥٦٣). التهذيب (١١/ ٥٦٤ - ط دار البر)].
٨ - ورواه محمد بن جعفر غندر، وخالد بن الحارث، وروح بن عبادة، وعمرو بن مرزوق، وابن أبي عدي [وهم ثقات]:
حدثنا شعبة، عن قتادة، قال: قال عبد الله بن شقيق: كان عثمان ينهى عن المتعة، وكان علي يأمر بها، فقال عثمان لعلي كلمة، ثم قال علي: لقد علمت أنا قد تمتعنا مع رسول الله ﷺ، فقال: أجل، ولكنا كنا خائفين. لفظ غندر [عند مسلم، وأحمد، والبزار].
ولفظ روح [عند أحمد (١/ ٦١)]: عن قتادة قال: سمعت عبد الله بن شقيق، يقول: كان عثمان ﵁ ينهى عن المتعة، وعلي ﵁ يفتي بها، فقال له عثمان ﵁ قولاً، فقال له علي ﵁: لقد علمت أن رسول الله ﷺ فعل ذلك، قال عثمان ﵁: أجل، ولكنا كنا خائفين. قال شعبة: فقلت لقتادة: ما كان خوفهم؟ قال: لا أدري.
ولفظ عمرو بن مرزوق [عند أبي عوانة]: قال: رأيت عثمان ﵁ ينهى عن المتعة، وعلياً ﵁ يأمر بها، فقلت لعلي: إن عثمان ينهى عن المتعة، وأنت تأمر بها، كان بينكما شيء؟ قال: ما بيننا شيء، ولكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين.
أخرجه مسلم (١٢٢٣/ ١٥٨)، وأبو عوانة (٩/ ٤١٤/ ٣٨١٠)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٣٢٢/ ٢٨٣٦)، وأحمد (١/ ٦١/ ٤٣١ و ٤٣٢) و (١/ ٩٧/ ٧٥٦)، والبزار (٢/ ٦٢/ ٤٠٤)، والحاكم في معرفة علوم الحديث (١٢٣)، وابن حزم في حجة الوداع (٤٥٠)، والبيهقي (٥/ ٢٢). [التحفة (٦/ ٥٥٠/ ٩٨١٧) و (٧/ ٨١/ ١٠١٩٢)، الإتحاف (١١/ ٤٢/ ١٣٦٦٢) و (١١/ ٥٨/ ١٣٦٨٧)، المسند المصنف (٢١/ ٢٣٤/ ٩٥٦٦)].