وقال ابن ناصر الدين في جامع الآثار (٥/ ٤٤٧): «أما حديث علي فله علة: روى الحكم بن عتيبة ومسلم البطين، عن علي بن حسين، عن مروان بن الحكم، قال: شهدت عثمان نهى أن يجمع بين عمرة وحج فلبَّى عليٌّ بعمرة وحج معاً، فقال عثمان: أنهى عنها وتلبي بها، فقال: لم أكن لأدع سُنَّة فعلها رسول الله ﷺ لأحد من الناس. اللفظ للحكم رواه شعبة عنه.
ورواه الأعمش، عن مسلم: خرجه يعقوب بن شيبة في مسنده من الطريقين، قال يعقوب: ولم نَصْبِ هذا الحديث مرفوعاً عن علي عن النبي ﷺ إلا من هذا الطريق، وقد روي القرآن عن علي من غير وجه من فعله».
قلت: لم ينفرد مروان برفع هذا الحديث، فقد تابعه عليه: إمام من أئمة أهل المدينة وعلمائها؛ سعيد بن المسيب، فقال في روايته: فقال علي: ما تريد إلى أمر فعله رسول الله ﷺ تنهى عنه؟ [متفق على صحته، وتقدم ذكره]، وفي رواية عبد الله بن شقيق [بصري، ثقة، وكان عثمانياً]: كان عثمان ينهى عن المتعة، وكان علي يأمر بها، فقال عثمان لعلي كلمة، ثم قال علي: لقد علمت أنا قد تمتعنا مع رسول الله ﷺ، فقال: أجل، ولكنا كنا خائفين. [رواه مسلم، ويأتي].
• ورواه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، قال: أخبرني الحكم بن عتيبة، عن علي بن حسين، عن مروان، عن علي بن أبي طالب؛ أن رسول الله ﷺ قرن بين الحج والعمرة، وأن علياً فعل ذلك أيضاً، فعاب ذلك عليه عثمان، فقال علي: ما كنت لأدع شيئاً رأيت رسول الله ﷺ يفعله لقول أحد، لبيك بحجة وعمرة معاً. لفظ عبد الرزاق.
ولفظ المخلص: خرجنا مع عثمان ﷺ ونحن محرمون، فأهل علي بالعمرة والحج جميعاً قرنهما، فبعث إليه عثمان: ما حملك على ما صنعت، وقد رأيتنا ننهى الناس؟ قال: ما كنت لأذر شيئاً رأيت رسول الله ﷺ فعله لقول أحد من الناس، لبيك بحجة وعمرة معاً.
ولفظ الكديمي: أن رسول الله ﷺ قرن بين الحج والعمرة.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٤٢٢/ ١٠٠٤٦ - ط التأصيل الثانية)، ومحمد بن يونس الكديمي في حديثه (ق/ ١٧/ ٢٩)، وأبو طاهر المخلص في التاسع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٣٠)(٢٠١٧ - المخلصيات).
قلت: هو حديث منكر بهذا السياق؛ تفرد به عن الحكم بن عتيبة الثقة الثبت: أبو شيبة إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة، وهو: متروك، منكر الحديث، روى عن الحكم أحاديث مناكير [التهذيب (١/ ٧٦). الميزان (١/ ٤٧)].
• ورواه عباد بن يعقوب الأسدي، قال: حدثنا علي بن هاشم بن البريد [صدوق]، عن العلاء بن المسيب [كوفي، ثقة]، عن الحكم، عن علي بن حسين، عن مروان بن الحكم، قال: نهى عثمان عن المتعة والإقران، فبلغ ذلك علياً، فخرج، وهو يقول: لبيك بحجة وعمرة معاً، فقال له عثمان: أليس قد نهيت عن هذا؟ قال: ما كنت لأدع سنة رسول الله ﷺ لنهي أحدكم.