كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٢٤ - باب في الإقران - ج: 26 - ص: 49

وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، أنهم سمعوا نافعاً، يقول: أهل ابن عمر بالعمرة حين خرج من المدينة، وقال: إن صُدِدت فعلت مثل الذي فعل رسول الله ﷺ، فلما أن جاء البيداء، قال: ما شأنهما إلا واحد، أشهدكم أني قد أوجبت حجاً مع عمرتي، قال: ثم قدم مكة فطاف بالبيت سبعاً، وصلى ركعتين خلف المقام، وطاف بين الصفا والمروة، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ فعل. [وقد رواه أبو عوانة (٣٨٦٥) من طريق الحميدي عن ابن عيينة عن مشايخه، واختصر الحديث].

ولفظ ابن أبي عمر [مقروناً عند ابن حبان]: عن ابن عمر: أنه جمع بين الحج والعمرة، وطاف لهما سبعاً وسعى بين الصفا والمروة سبعاً، وقال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ يفعل. قلت: وهذا مختصر، قد رواه بالمعنى.

ولفظ علي بن ميمون [عند النسائي (٢٩٣٣)، وفي الكبرى (٣٩٠٠)] [وقد قرن فيه بين: أيوب السختياني، وأيوب بن موسى، وإسماعيل بن أمية، وعبيد الله بن عمر]: عن نافع، قال: خرج عبد الله بن عمر فلما أتى ذا الحليفة أهل بالعمرة، فسار قليلاً، فخشي أن يُصَدَّ عن البيت، فقال: إن صُدِدتُ صنعتُ كما صنع رسول الله ﷺ، قال: والله ما سبيل الحج إلا سبيل العمرة، أشهدكم أني قد أوجبت مع عمرتي حجاً، فسار حتى أتى قديداً فاشترى منها هدياً، ثم قدم مكة فطاف بالبيت سبعاً وبين الصفا والمروة، وقال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ فعل.

ولفظ عبد الجبار بن العلاء [عند ابن خزيمة]: أراد ابن عمر الحج، فقال: أجعلها عمرة، فإن أنا صُدِدتُ صنعتُ كما صنع رسول الله ﷺ، فلما أشرف على البيداء، قال: ما أرى سبيلهما إلا واحداً، وأشهدكم إني قد أوجبت مع عمرتي حجة، فلما أتى قديداً اشترى هدياً، وساقه معه حتى قدم مكة، فطاف بالبيت، وصلى خلف المقام ركعتين، وبين الصفا والمروة - يعني: طاف، وقال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ يفعل.

ولفظ الحسن بن الصباح [عند ابن عساكر]: خرج ابن عمر يريد العمرة، فأخبر أن بمكة أمراً، يخاف أن يحبس، فقال: أُهلُّ بالعمرة، فإن حبست صنعت كما صنع رسول الله ﷺ[زاد إسحاق بن موسى: عام الحديبية]، فأهل بالعمرة، فلما سار قليلاً وهو بالبيداء أوجب حجاً، وقال: ما سبيل العمرة إلا سبيل الحج، فقال: أشهدكم أني قد أوجبت حجاً، فقدم مكة فطاف بالبيت سبعاً، وطاف بين الصفا والمروة سبعاً، طاف لهما طوافاً واحداً، وقال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ فعل، ولما أتى قديداً اشترى هدياً، وساقه معه. [قلت: يعني: أن ابن عمر هو الذي اشترى هديه من قديد].

أخرجه النسائي في المجتبى (٢٩٣٢/ ٥/ ٢٢٥) و (٢٩٣٣/ ٥/ ٢٢٦)، وفي الكبرى (٣٨٩٩ و ٣٩٠٠/ ١٢٢/ ٤)، وأبو عوانة (٣٨٦٥/ ٣٣/ ١٠)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢٨٥٧/ ٣٢٩/ ٣)، وابن خزيمة (٢٧٤٣/ ٤/ ٢٢٤)، وابن حبان (٣٩١٣/ ٩/ ٢٢١)، وأحمد (٢ و ١٢/ ١١)، والحميدي (٦٩٥)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام