ما شأن الحج والعمرة إلا واحد، أشهدكم أني قد أوجبت حجا مع عمرة، وأهدى هديا اشتراه بقديد، وانطلق حتى قدم مكة، فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة، لم يزد على ذلك، ولم ينحر، ولم يحلق ولم يقصر، ولم يحلل من شيء كان أحرم منه، حتى كان يوم النحر فنحر وحلق، ثم رأى أن قد قضى طواف الحج والعمرة بطوافه ذلك الأول، وقال: كذلك فعل رسول الله ﷺ.
وهذا حديث صحيح [تقدم تخريجه في آخر طرق حديث عبيد الله بن عمر عن نافع].
• ورواه مكي بن إبراهيم [ثقة ثبت]، عن ابن جريج، قال: وبلغني عن نافع؛ أن ابن عمر أراد الحج … .. ، فذكر الحديث.
أخرجه أبو عوانة في مستخرجه على مسلم (١٠/ ١٦/ ٣٨٤٥). [الإتحاف (٩/ ٣٨٨/ ١١٥١٣)].
قلت: إنما ثبته فيه: موسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر، فلا يضر بعد ذلك إبهامه الواسطة، والله أعلم.
ح - ورواه الحميدي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وإسحاق بن موسى الخطمي، ومحمد بن منصور بن داود بن إبراهيم الطوسي أبو جعفر العابد، وعلي بن ميمون الرقي، وعبد الجبار بن العلاء، والحسن بن الصباح البزار [وهم ثقات، وفيهم جماعة من أثبت أصحاب ابن عيينة]، ويعقوب بن حميد بن كاسب [حافظ له مناكير وغرائب، وأسانيد مراسيل]:
حدثنا ابن عيينة [ثقة حافظ]: حدثنا أيوب بن موسى [أبو موسى الأموي المكي: ثقة]، عن نافع: خرج ابن عمر يريد العمرة، فأخبروه أن بمكة أمرا، فقال: أهل بالعمرة، فإن حبست صنعت كما صنع رسول الله ﷺ، فأهل بالعمرة، فلما سار قليلا وهو بالبيداء، قال: ما سبيل العمرة إلا سبيل الحج، أوجب حجا، وقال: أشهدكم أني قد أوجبت حجا، فإن سبيل الحج سبيل العمرة، فقدم مكة فطاف بالبيت سبعا، وبين الصفا والمروة سبعا، وقال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ فعل، أتى قديدا فاشترى هديا فساقه معه. لفظ أحمد (٢/ ١١).
ثم رواه مرة أخرى مختصرا (٢/ ١٢): أن ابن عمر أتى قديدا واشترى هديه، فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة، وقال: رأيت رسول الله ﷺ صنع هكذا.
ولفظ يعقوب [عند الطحاوي]: أن ابن عمر خرج من المدينة إلى مكة مهلا بالعمرة مخافة الحصر، ثم قال: ما شأنهما إلا واحد، أشهدكم أني قد أوجبت [وقال مرة: قرنت] إلى عمرتي هذه حجة، ثم قدم فطاف لهما طوافا واحدا، وقال: هكذا فعل رسول الله ﷺ.
ولفظ محمد بن منصور [عند النسائي]: عن ابن عمر؛ قرن الحج والعمرة، فطاف طوافا واحدا، وقال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ يفعله.
ولفظ الحميدي [في مسنده، وعند الطوسي] [وقد قرن فيه بين: أيوب بن موسى،