للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لابن قطلوبغا (٢٦٧/ ٨) قال: ثنا حجاج [حجاج بن منهال: ثقة، مكثر عن حماد بن سلمة]، قال: ثنا حماد به.

وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح، وقد توبع حماد بن سلمة:

• فقد رواه مالك، عن نافع؛ أن عبد الله بن عمر كان إذا أحرم من مكة، لم يطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة حتى يرجع من منى، وكان لا يرمل إذا طاف حول البيت إذا أحرم من مكة. لفظ الليثي.

ولفظ أبي مصعب الزهري [في موطئه]، والشافعي، وابن بكير [عند البيهقي]، وكذا الحدثاني [في موطئه]: كان إذا أحرم من مكة لم يطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة حتى يرجع من منى، قال: كان لا يسعى إذا طاف حول البيت إذا أحرم من مكة. وقوله فيه: لا يسعى، يعني: لا يرمل، عبر بالسعي عن سرعة المشي.

ولفظ الشيباني: أنه كان إذا أحرم من مكة لم يطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة حتى يرجع من منى، ولا يسعى إلا إذا طاف حول البيت. كذا قال.

أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٩٠/ ١٠٦٢ - رواية يحيى الليثي) (١٣٠٤ - رواية أبي مصعب الزهري) (٥٥٣ - رواية الحدثاني) (٥٢٠ - رواية الشيباني). ومن طريقه: البيهقي في السنن (٥/ ٨٤) (٩/ ٥٦٣/ ٩٣٥٨ - ط هجر). وفي المعرفة (٧/ ٢٢٦/ ٩٨٨٨ و ٩٨٨٩).

وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح على شرط الشيخين.

قال البيهقي: «قال الشافعي في القديم في قوله: لا يسعى؛ يعني: لا يرمل».

• وقال مسدد: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، قال: إن ابن عمر كان إذا أحرم من مكة لم يسع حتى يرجع من منى.

أخرجه مسدد في مسنده (٦/ ٣٦٦/ ١١٨٢ - مطالب).

قال البوصيري في الإتحاف (٣/ ١٥٩/ ٢٤٣٧): «رواه مسدد موقوفاً، بسند الصحيح»، قلت: وهو كما قال.

هـ ولذا قال مالك في الموطأ (٩٦١ و ٩٦٢ - رواية يحيى الليثي) (١٠٨٦ و ١٠٨٧ - رواية أبي مصعب الزهري): «من أهلُ من مكة: فليؤخر الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة حتى يرجع من منى، وكذلك صنع عبد الله بن عمر».

ثم قال: «وقد فعل ذلك أصحاب رسول الله الذين أهلوا بالحج من مكة، فأخروا الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة حتى رجعوا من منى، وقد فعل ذلك عبد الله بن عمر، فكان يهل لهلال ذي الحجة، ويؤخّر الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة حتى يرجع من منى».

وإنما ذكرت ذلك؛ حتى يتبين مذهب ابن عمر في ذلك، وهو يوضح التأويل الذي ذهبنا إليه في كون رواية نافع توافق رواية سالم عن ابن عمر في كون ابن عمر لم يترك الطواف الركن، وهو طواف الإفاضة، يوم النحر، سواء قدم مكة، أم أحرم منها، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>