ولفظ حماد [عند أبي نعيم (٢٨٥٩)]: أراد ابن عمر العمرة، فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله بن عمر: إني لا أراه إلا كائن بين الناس أمر، وصد عن البيت، فقال: إذا أفعل كما فعل رسول الله ﷺ، ﴿وَلَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، خرج رسول الله ﷺ حتى إذا كان بالحديبية صده المشركون عن الحج فذبح وحلق.
وقوله: عن الحج، لكونه كان زمن الحج، ولكن كان النبي وقتها معتمراً، ولهذا سماها الصحابة: عمرة الحديبية.
ولفظ ابن علية [عند البخاري (١٦٣٩)، وأحمد]: أن ابن عمر ﵄ دخل ابنه عبد الله بن عبد الله، وظهره في الدار، فقال: إني لا أمن أن يكون العام بين الناس قتال، فيصدوك عن البيت، فلو أقمت فقال: قد خرج رسول الله ﷺ، فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فإن حيل بيني وبينه أفعل كما فعل رسول الله ﷺ، ﴿وَلَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، ثم قال: أشهدكم أني قد أوجبت مع عمرتي حجاً، قال: ثم قدم، فطاف لهما طوافاً واحداً. قال عند أحمد بعد ذكر الآية: قال: إني قد أوجبت عمرة، ثم سار حتى إذا كان بالبيداء قال: ما أرى أمرهما إلا واحداً، أشهدكم أني قد أوجبت مع عمرتي حجاً، ثم قدم فطاف لهما طوافاً واحداً.
ورواه مسلم من طريق حماد وابن علية، مقرونين، بعد حديث الليث بن سعد، واختصر الحديث، فقال: عن ابن عمر بهذه القصة، ولم يذكر النبي ﷺ إلا في أول الحديث حين قيل له: يصدُّوك عن البيت، قال: إذن أفعل كما فعل رسول الله ﷺ، ولم يذكر في آخر الحديث: هكذا فعل رسول الله ﷺ، كما ذكره الليث.
ولفظ عبد الوهاب الثقفي [عند أحمد (٢/ ٦٤ - ٦٥)]: عن ابن عمر؛ أنه كان لا يدع الحج والعمرة، وأن عبد الله بن عبد الله دخل عليه، فقال: إني لا أمن أن يكون العام بين الناس قتال، فلو أقمت، فقال: قد حج رسول الله ﷺ، فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فإن يحل بيني وبينه أفعل كما فعل رسول الله ﷺ، قال الله ﵎: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، ثم قال: أشهدكم أني قد أوجبت عمرة، ثم سار حتى إذا كان بالبيداء، قال: والله ما أرى سبيلهما إلا واحداً، أشهدكم أني قد أوجبت مع عمرتي حجاً، ثم طاف لهما طوافاً واحداً.
ولفظ ابن عيينة في رواية الحميدي [في مسنده، وعند الطوسي][وقد قرن فيه بين: أيوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، أنهم سمعوا نافعاً، يقول]: أهل ابن عمر بالعمرة حين خرج من المدينة، وقال: إن صُدِدت فعلت مثل الذي فعل رسول الله ﷺ، فلما أن جاء البيداء، قال: ما شأنهما إلا واحد، أشهدكم أني قد أوجبت حجاً مع عمرتي، قال: ثم قدم مكة فطاف بالبيت سبعاً، وصلى ركعتين خلف المقام، وطاف بين الصفا والمروة، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ فعل. [وقد رواه أبو عوانة (٣٨٦٥) من طريق الحميدي عن ابن عيينة عن مشايخه، واختصر الحديث].